برلين تبدي ارتياحها عقب الإفراج عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون الذين كانوا محتجزين في شرق أوكرانيا، فيما تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بشأن أحداث مدينة أوديسا جنوبأوكرانيا. أعرب وزيرا الخارجية والدفاع الألمانيين عن "سعادتهما وارتياحهما" إثر الإفراج عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الذين كانوا محتجزين لدى انفصاليين مؤيدين لروسيا في سلافيانسك بشرق أوكرانيا. وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين، "أنا سعيد ومرتاح لإعلان أن فريق المراقبين التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا تم الإفراج عنه". وأضاف "وأنا سعيد بصفة خاصة لنجاحنا في الإفراج عن كامل فريق المراقبين وبينهم الأوكرانيون الأربعة" الذين كانوا يرافقون أربعة ألمان وبولندي حين أوقفهم الانفصاليون قبل ثمانية أيام. وكان مراقب سويدي ألقي القبض عليه هو الآخر مع باقي المراقبين، لكن أُفرج عنه سريعا لدواع صحية. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية إن طائرة ألمانية في طريقها الآن إلى أوكرانيا لجلب المراقبين السبعة إلى ألمانيا. وأوضحت "إذا سارت الأمور كما هو مقرر فسيكونون هنا في وقت متأخر من مساء اليوم ويحطون في القسم العسكري من مطار (برلين) تيغيل". كما سيصل إلى برلين وزراء دفاع الدنمارك وبولندا وتشيكيا "لاستقبال مواطنيهم ومرافقتهم إلى بلدانهم". ويذكر أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عبر أيضا عن ارتياحه للإفراج عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون. ودعا كيري روسيا إلى القيام "بالمزيد". وأمضى مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ثمانية أيام محتجزين في سلافيانسك. وشاهدهم مصور لوكالة فرانس برس السبت يعبرون نقطة تفتيش باتجاه دونيتسك من حيث سيغادرون. ولم تعرف حتى الآن ملابسات الإفراج عنهم التي أعلنها المبعوث الروسي فلاديمير لوكين في سلافيانسك. وبعد أكثر من أسبوع على احتجازهم .. المراقبون الأوروبيون طلقاء "مجموعات روسية تعمل على تأجيج اضطرابات" من جهته، قال جهاز الأمن في أوكرانيا اليوم السبت إن جماعات مسلحة من منطقة ترانسدينيستريا الانفصالية في مولدوفا ومجموعات روسية تعمل على تأجيج اضطرابات في مدينة أوديسا الجنوبية. وقالت متحدثة من جهاز الأمن في مؤتمر صحفي "الاضطرابات التي وقعت في الثاني من مايو/ أيار في أوديسا، وأدت لوقوع اشتباكات وأسقطت ضحايا ناجمة عن تدخل خارجي". وتتهم كييف روسيا بدعم الانتفاضات في جنوبأوكرانيا وشرقها، وتقول إن القوات الموالية لروسيا في منطقة ترانسدينيستريا عبر الحدود تساعد موسكو على زعزعة استقرار الوضع. وتنفي روسيا أنها تلعب أي دور في الاضطرابات بأوكرانيا وتقول إن المواطنين الناطقين بالروسية يحمون حقوقهم من حكومة مؤيدة للغرب. وذهب رئيس وزراء بولندا دونالد توسك في نفس الاتجاه، حيث اتهم روسيا بشن حرب غير معلنة ضد أوكرانيا، وذلك في رد فعله على المصادمات الدامية في مدينة أوديسا جنوبيأوكرانيا والتي أودت بحياة ما يزيد على 46 شخصا. وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السبت إجراء تحقيق مستقل بهدف تحديد هوية المسؤولين عن أعمال العنف في أوديسا ودعت إلى "ضبط النفس" لكيلا يتدهور الوضع. "كييف مسؤولة عن إراقة الدماء" في المقابل، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن سلطات كييف مسؤولة عن إراقة الدماء في مدينة أوديسا الأوكرانية. وقال المتحدث ديمتري بيسكوف لقناة روسيا 24 الحكومية في اتصال هاتفي إن الحكومة الروسية تلقت آلاف المكالمات من السكان في جنوب شرق أوكرانيا يطلبون المساعدة الروسية. وأضاف بيسكوف "خلال 24 ساعة مضت تلقينا آلاف المكالمات الهاتفية من مناطق الجنوب الشرقي في أوكرانيا. الناس يتصلون في يأس.. يطلبون المساعدة ويؤكدون أن الوضع هناك مروع. معظم الناس يطالبون حرفيا بمساعدة فعالة من روسيا. كل مكالمة هي تقريبا مأساة مصغرة. يتم إخطار (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بجميع هذه النداءات". وشنت القوات الأوكرانية أمس الجمعة (2 مايو/ أيار) عملية انتقدتها روسيا ووصفتها بأنها "جريمة" لطرد الانفصاليين من بلدة سلافيانسك.