سكان سلافيانسك من رجال ونساء من جميع الأعمار بإقامة الحواجز والسواتر في الشوارع بعد أن استيقظوا فجر اليوم مذعورين على دوي الانفجارات وهدير الدبابات المشاركة في أول هجوم أوكراني واسع النطاق على الحركة الانفصالية المسلحة في هذه المدينة. أجراس كنيسة الروح القدس، القريبة من مبنى البلدية، والتي يرفرف على قمتها علم روسيا الاتحادية دقت قبل ذلك لساعات من أجل تحذير السكان من الهجوم الجاري. وفي الصباح الباكر تمركزت دبابتان سقطتا الشهر الماضي في أيدي المتمردين بالقرب من هذين المبنيين اللذين انتشر حولهما عناصر جماعات الدفاع الذاتي مرتدين زي الميدان. وعلى مسافة خمسة كيلومترات من سلافيانسك شرقًا قرب مركز مراقبة تشتعل فيه النيران يروي المسلحون الموالون لروسيا كيف أطلقت مروحية تحلق على علو منخفض النار لمساندة القوات البرية خلال الليل وكيف قاموا هم بإشعال النيران في إطارات السيارات وسط الطريق لتأخير تقدمها. وعلى بعد المسافة نفسها تقريبًا من وسط المدينة هذه المرة إلى الجنوب قرب بلدة أندرييفكا، قامت ثماني دبابات أوكرانية بتدمير مركز متقدم للمسلحين الموالين لروسيا على بضع خطوات من طريق سكة حديد يعلوه جسر. وإجمالًا قتل عسكريان أوكرانيان وأسقطت مروحيتان بقاذفات صواريخ خلال العملية الجارية حول سلافيانسك فيما سقط العديد من القتلى والجرحى في صفوف الانفصاليين كما أعلن الرئيس الانتقالي ألكسندر تورتشينوف في كلمة إلى الأمة. إلا أن أناتولي خميليفوي، أحد زعماء حركة التمرد، قال لفرانس برس: لم أبلغ حتى الآن بتسجيل أي خسائر في صفوفنا. وفي وقت سابق أكدت المتحدثة باسم الانفصاليين، الذين يحتجزون منذ أسبوع مراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن ما يدور الآن هجوم شامل. على بعد 500 متر من مبنى البلدية تقف خمس شاحنات في شارع شيفتشينكو وفي الأزقة المجاورة يسعى السكان إلى منع الدخول إليها من خلال سدها بألواح خشبية وقطع أثاث أو حتى أفرع الأشجار.