تهيمن مكافحة الإرهاب، وأحكام الإعدام، والمساعدات الأمريكية، على لقاءات وزير الخارجية، نبيل فهمى، خلال أول زيارة له لواشنطن منذ عزل الرئيس السابق، محمد مرسى، يوم 3 يوليو الماضى. فهمى التقى مع أعضاء لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكى (إحدى غرفتى الكونجرس)، مساء أمس الأول، وترأس اللقاء زعيم الأغلبية الجمهورية فى اللجنة، النائب إدوارد رويز، وزعيم الأقلية الديمقراطية النائب إليوت أنجل، وبحضور العديد من أعضاء اللجنة، بحسب المتحدث باسم الخارجية، بدر عبدالعاطى، فى بيان. ووفقا لمصادر داخل البعثة الدبلوماسية المصرية فإن «اللقاء الذى استمر ساعة ونصف الساعة لم يكن بالسهل، وإن فهمى تعرض للكثير من الأسئلة حول المسار الديمقراطى فى مصر وملف حقوق الإنسان، وأكد أن مصر تعمل عن كثب فى هذه الملفات». ومضت المصادر قائلة إن «لجنة العلاقات الخارجية (ويرأسها إدوارد رويز) ربطت بين ملف المساعدات (الأمريكية السنوية لمصر) وبين ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان فى مصر»، وفقا لوكالة الأناضول. وقال عبدالعاطى إن نقاشا مطولا دار بين الوزير وأعضاء اللجنة، حيث أجاب فهمى عن عدة أسئلة منها الأحكام القضائية الأخيرة (بالإعدام) بحق متهمين (من مؤيدى مرسى) فى قضايا عنف وإرهاب، وأهمية احترام مبدأ الفصل بين السلطات وعدم التدخل فى شئون السلطة القضائية، وتوافر جميع إجراءات التقاضى للمتهمين لضمان محاكمات عادلة ونزيهة. وفى لقاء مع محطة تلفزيونية تابعة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أعرب فهمى عن التزام الحكومة ببناء نظام ديمقراطى حقيقى واحترام حقوق الإنسان باعتباره مطلبا شعبيا، مضيفا أن أى رئيس قادم منتخب سيكون عليه احترام إرادة الشعب. وتابع بقوله: نتوقع من أصدقائنا أن يقدروا ما تم اتخاذه من خطوات وما تم إنجازه حتى الآن وإدراك لحجم التحديات القائمة لاستكمال المنظومة الديمقراطية، خصوصا مع ما تتعرض له البلاد من اعمال عنف وإرهاب، وإننا نتوقع من الأصدقاء ألا يقعوا فى فخ المواءمة بين مكافحة الإرهاب وقضايا الحريات وحقوق الانسان. وألقى فهمى كلمة أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو أحد مراكز الأبحاث القريبة من دوائر صنع القرار فى واشنطن، بحضور نحو 200 من المسئولين والأكاديميين والإعلاميين وقادة الفكر والرأى الأمريكيين. وقال فى هذا اللقاء إن العلاقات المصرية الأمريكية موضع اختبار، لكننا نعمل على التواصل والتفاهم المستمر، معربا عن حرص مصر على تنويع البدائل الخارجية وإضافة شركاء جدد من خلال مزيد من الانفتاح على قوى عالمية كبرى بما فى ذلك روسيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها دون ان يعنى ذلك استبدال طرف بطرف آخر. ورأى أن هناك مصالح استراتيجية مشتركة بين مصر والولايات المتحدة لا يمكن لأى طرف بمفرده ان يعالجها بمفرده كحل الصراع العربى الإسرائيلى ومنع الانتشار النووى وحل الأزمة السورية. وأمام مقر المركز بواشنطن، تظاهر العشرات من المصريين ضد زيارة فهمى، بدعوة من «الجمعية المصرية الديمقراطية وحقوق الإنسان بأمريكا». المحتجون رفعوا لافتات يعتبر بعضها عزل الرئيس السابق، محمد مرسى، فى يوليو الماضى، «انقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية». وبحسب أحمد شديد، رئيس الجمعية السابق فى ولايتى نيويورك ونيوجرسى، فإن زيارة فهمى لواشنطن تهدف إلى «تسويق الانقلاب». ومن المقرر بعد مثول الشروق للطبع أن يكون فهمى قد بدأ لقاء مع نظيره الأمريكى، جون كيرى، يتناول العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية، كمل يلتقى بمجموعة من قيادات الكونجرس، وقيادات منظمات أمريكية يهودية، بحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية، بدر عبدالعاطى. ولشرح الأوضاع فى مصر، يجرى فهمى سلسلة لقاءات مع الإعلامى الأمريكى، وولف بلتزر، بشبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، ومع الإذاعة الأمريكية الوطنية، فضلاء عن لقاء مع مجموعة من قادة الفكر والرأى بالولايات المتحدة.