قال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، المهندس على بن إبراهيم النعيمي، إن المملكة العربية السعودية، وضعت من خلال نظام الاستثمار التعديني ولائحته التنفيذية، مواد وإجراءات توازن بين استغلال الثروات المعدنية، وتحقيق الأهداف التنموية، مع المحافظة على البيئة، بحيث أصبح استغلال الثروات المعدنية وتصنيعها، جزءا من منظومة التنمية الوطنية بمعناها الكامل. وأوضح أن سياسة المملكة التعدينية تسعى إلى سد الاحتياجات المحلية من الخامات المعدنية، والصناعات المرتبطة بها مثل مواد البناء، وعدم تصدير الخامات الأولية إلى الخارج، بل تحويلها إلى منتجات مصنعة، أو مركزات، ذات قيمة مضافة عالية. جاء ذلك- بحسب وكالة الأنباء السعودية- خلال الكلمة التي ألقاها بمناسبة حصوله على جائزة التميز العربي في قطاع التعدين خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في المؤتمر العربي الدولي الثالث عشر للثروة المعدنية والاجتماع الوزاري الخامس للوزراء العرب المعنيين بقطاع الثروة المعدنية، الذي بدأ أعماله اليوم في مدينة مراكش المغربية تحت رعاية الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية. ونوه النعيمى بدور المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، رئيسا، ومنسوبين، في العمل الدؤوب والجهد الحثيث، من أجل تطوير وتنمية العمل العربي المشترك، في مجال الثروات المعدنية، والأنشطة التعدينية المختلفة في العالم العربي، مثل الأبحاث، وتنظيم المؤتمرات، والندوات، وورش العمل، والتدريب الحقلي والمعملي، للجيولوجيين ومهندسي التعدين، والكوادر الفنية، مما يُسهم في خدمة وتطوير قطاع الثروة المعدنية في الدول العربية. وأشار النعيمي إلى أن مهمات المنظمة لا تقتصر على التعدين، بل تشمل الصناعة، والمقاييس، ولهذه التخصصات دور كبير في الاقتصاد الوطني ونموه، على مستوى الوطن العربي ككل، وعلى مستوى كل دولة على حدة. معربا عن شكره وبشكل خاص المنظمة، ومديرها العام محمد بن يوسف، على تكريمه له بجائزة التميز العربي، في قطاع الثروة المعدنية، تقديرا لدور المملكة العربية السعودية الريادي، في العمل العربي المشترك. وقال النعيمي، "إن لدى معظم دول العالم ثروات طبيعية، تختلف من حيث الكمية والأهمية، من دولة إلى أخرى، ومن وقت إلى آخر، ولقد حبا الله منطقتنا العربية بموارد متنوعة، أبرزها الثروات المعدنية، التي تعتبر المكون، والمحرك الأساس، للصناعات التحويلية، ومما يخدم الاستثمار في التعدين كون البيئات الجيولوجية في العالم العربي منكشفة، تظهر الرواسب المعدنية على سطح الأرض، مما يسهل معرفة مواقعها، وعمليات استخراجها، إلا أن الأساس لنجاح استغلال هذه الثروات، هو معرفة الهدف، وحسن الإدارة، والأنظمة الواضحة، ووجود شركات ذات ملاءة مالية، وكفاءة فنية، وإدارية، وإنتاجية عالية. وأضاف النعيمى، أن المملكة لتشرف بأن تسهم بدور ريادي في مجال التعاون العربي في مجال الثروة المعدنية، وهذا بدوره يدعم العمل العربي المشترك، في الجوانب الاقتصادية، والتعليمية، والاستثمارية الأخرى، التي نحن بحاجة ماسة لها، وتسهم في رقي دولنا ورخاء شعوبنا. وقال، «إن ما نأمل تحقيقه من اجتماعاتنا الوزارية الدورية، وكافة الأنشطة التي نقوم بها، على مختلف المستويات، هو المساهمة في زيادة التلاحم الاجتماعي، والاقتصادي، والمعرفي العربي، وتطوير المهارات، والخبرات، للكوادر الوطنية العاملة في قطاع التعدين، وأن يسهم الاستثمار التعديني في نقل الخبرة، والتقنية، في جميع الأنشطة التقنية، بدءا من الاستطلاع، والاستكشاف، والتنقيب، وانتهاء بالاستغلال، والاستخراج، والتصنيع النهائي للخامات المعدنية، ونقل الخبرات العربية والأجنبية، إلى شبابنا مما يُسهم في الرفاهية والرقي لدولنا، ومواطنينا».