عن مكتبة الشروق الدولية، صدر أخيرًا، فى مجلدين، كتاب «عمارة اللاند سكيب ودور النباتات فى تصميم حديقة الأزهر»، لليلى السيد المصرى، المتخصصة فى التصميم العمرانى والأستاذ بكلية التخطيط الإقليمى والعمرانى بجامعة القاهرة. يعتبر الكتاب بمجلديه عملا رائدا فى مجال عمارة اللاند سكيب، بحسب الدكتور ماهر ستينو، الذى أشار فى المقدمة إلى أن أهمية هذا الكتاب تكمن فى أنه: «مكتوب باللغة العربية مما يتيح لطلبة الجامعة والباحثين والأكاديميين والممارسين المهنيين والمكاتب الاستشارية فى مجال العمارة والتخطيط واللاندسكيب ودراسة البيئة فى مصر والعالم العربى للرجوع إليه كمرجع علمى مهم. يضيف أن هذا المرجع يعد مرجعا أساسيا لمهندس اللاندسكيب خلال عملية التصميم بالنباتات بحيث يكون اختيار النبات ملائما ومتوافقا مع الغرض الأساسى للتصميم من حيث التشكيل الفراغى والبصرى والبيئى المطلوب تحقيقه. الكتاب، كما تقول مؤلفته، يقدم وجهة نظر المهندس الممارس لمهنة عمارة اللاندسكيب، والتى تسمى أحيانا بعمارة البيئة أو تخطيط وتصميم المواقع، والذى يرى أن العناصر النباتية هى عناصر تصميمية مهمة فى هذا المجال، ولكنها تختلف عن العناصر المعمارية فى أنها عناصر حية لها دور وظيفى وبصرى وبيئى على جميع مستويات التخطيط والتصميم. يتناول الكتاب، الذى يعد متخصصا إلى درجة كبيرة، عبر فصوله، أفكارا من قبيل: الممارسة المهنية لعمارة اللاندسكيب فى مصر والشرق الأوسط، الوضع الراهن للاندسكيب فى مصر والاحتياج إلى التطوير، وعلاقة هذا التطوير بالمجال الأكاديمى والمجال التنفيذى ومجالى صناعة البناء والمشاتل والنباتات، ثم ينتقل لمناقشة مفهوم عمارة اللاندسكيب وتعريفها، واختلاف المقاييس فى مجال ممارسة التخطيط والتصميم لعمارة اللاندسكيب. ثم ينتقل لتسليط الضوء على مشروع حديقة الأزهر ومراحل تصميم وتنفيذ المشروع مع نبذة تاريخية، وكيف تحقق ما سمته المؤلفة بالاستدامة، عبر الاكتفاء الذاتى وتوفير الطاقة، وتوفير الفراغ المفتوح والمسطحات الخضراء وتقديم نموذج تقديمى جديد وإحياء تقنية التصنيع المحلى وتحقيق التكامل والتوافق بين المهن الهندسية المختلفة، بالإضافة إلى التوعية بأهمية البيئة الطبيعية ومهنة عمارة اللاندسكيب، مع تحقيق رغبات الزوار والتفضيل البصرى لمستعملى الحديقة. وفى الجزء الثالث تشرح المؤلفة كيفية التصميم بالنباتات والهدف منه والأسس العلمية له، قبل أن تفند وتصنف العناصر النباتية، بين نخيل وأشباه نخيل وأشجار وشجيرات ومغطيات ترابية ومتسلقات وحشائش الزينة المرتفعة والنباتات المائية ثم العمر الزمنى والموطن الأصلى لكل نوع من أنواع النباتات. كما تتحدث عن الأشكال الفراغية للأشجار وملمسها وألوانها والتأثير البصرى والنفسى لهذه الألوان على زائر الحديقة، قبل أن تنتقل لدور النباتات فى تصميم الفراغات والمسارات ونقاط الجذب البصرى. ويشمل المجلد الثانى، بحسب مقدمة المؤلفة، مرجعا إرشاديا لممارسى هذا النوع من العمارة ويحتوى على نباتات حديقة الأزهر ومدينة القاهرة، تقول: «يحتوى المرجع على 380 نوع نبات تشمل أغلب النباتات المستعملة فى حديقة الأزهر وخاصة فى مناطق الحديقة التى تناولها الكتاب بالتفصيل والشرح، مما يمكن الزائر من التعرف على كثير من النباتات المتواجدة بها، وتلك النباتات مقدمة بطريقة موجزة ومبسطة فى صورة جدول لكل نبات حتى يسهل التعرف على مواصفاتها وقراءتها واستعمالها فى الممارسة المهنية لعمارة اللاندسكيب». كما تضيف المؤلفة فى نهاية المجلد الثانى للكتاب 9 ملاحق تتناول حجم كل نبات مقارنة بمقياس الإنسان، ثم كل من أوراق هذا النبات مرورا بالزهور والثمار والبذور، وعلاقة النباتات بالعوامل البيئية والمناخية، ثم ملحق آخر يرتب أنواع النباتات بحسب الحروف الأبجدية وفقا للتصنيف. أهدت المؤلفة كتابها إلى جميع الممارسين والدارسين فى مجال العمارة وتخطيط المدن والتصميم العمرانى وإلى مهندسى الطرق الزراعية، وكل ممارس محب لمهنة عمارة اللاندسكيب، ويرغب فى التعرف على جوانبها المختلفة.