استطاع صبي يبلغ من العمر 16 عاما الاختباء في تجويف عجلة إحدى الطائرات والسفر في رحلة جوية من كاليفورنيا إلى هاواي. وأثار الحادث رغبة لدى تارا ماكيلفي، مراسلة بي بي سي، في تتبع ما يحدث داخل جسم الإنسان تحت وطأة هذه الظروف. يقول المعهد الطبي للطيران المدني في الولاياتالمتحدة إن 96 شخصا من أماكن متفرقة في العالم استطاعوا السفر بهذه الطريقة على متن طائرات خلال الفترة من 1947 و2012، نجا منهم 23 شخصا. وخلال الحادثة الأخيرة التي استغرقت خمس ساعات عبر المحيط الأطلسي وعلى ارتفاع 11600 متر، فقد الصبي وعيه، ولم يكن ذلك مفاجئا بسبب قلة الأوكسجين الذي يصل إلى المخ. ويقول بيتر هاكيت، مدير معهد طب المرتفعات في ولاية كولورادو "يحدث ضيق في التنفس ثم نوع من الإغماء، إنه شئ غير مريح." كما تعتبر البرودة الشديدة من بين المشكلات الأخرى التي تواجه من يقومون بهذه المغامرة، إذ تنخفض درجة الحرارة إلى 62 درجة مئوية تحت الصفر. ويضيف هاكيت :"في حالة البرودة الشديدة يعجز القلب عن ضخ المزيد من الدم." وقال مشرفون على تقرير أعد عام 1996 لإدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية إن الفرد قد يصل إلى حالة أشبه بالبيات الشتوي، عندما يحتاج الجسم إلى كمية أكسجين أقل من الطبيعي، كما يتراجع معدل نبضات القلب والتنفس بشدة. وربما يعاني هؤلاء المسافرون من الانخفاض المفاجئ لضغط الجو المحيط، كما تتشكل فقاعات غازية داخل الأنسجة والأوعية الدموية ويتراجع تدفق الدم داخل الجسم. الشباب أكثر عرضة للنجاة من الرحلة مقارنة بكبار السن احتمالات النجاة ربما ينجو الشباب من هذه المغامرة، حيث يؤكد المشرفون على تقرير إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن "الشاب النحيف" تتوافر لديه احتمالات النجاة والتحمل على نحو أفضل من شخص أخر "أكبر عمرا ثقيل الوزن." وقالت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" إنه في عام 2000 نجا رجل من رحلة طيران استغرقت سبع ساعات من بولينيزيا الفرنسية إلى لوس أنجيليس بعد أن "لطخته بقع زيت من تجويف عجلة الطائرة وتمزقت ملابسه." وفي العام الماضي، تحمل صبي رحلة طيران قصيرة داخل تجويف عجلات طائرة في نيجيريا، فيما لقي أخرون مصرعهم أثناء الهبوط. وقال مايكل يارون، أستاذ طب الطوارئ بجامعة كلورادو في دينفر، ردا على سؤال يتعلق بالصبي الذي سافر إلى هاواي "لم أتوقع النجاة. إنها معجزة. أنه فتى محظوظ."