«إيه دا أنت مجبتش الخضار؟» «يووه معلش نسيت كان عندى شغل كتير» «هو أنا اللى لازم أعمل كل حاجة للبيت، أحنا اتفقنا أنك اللى هتجيب الخضار» «وأنا نسيت، أعمل ايه يعنى؟ دماغى بتوجعنى ومش عاوز أتناقش فى حاجة» «لأ نتكلم دلوقت» ثم تبدأ وصلة تبادل الاتهامات وربما إهانات وقد يصل الأمر لتبادل قذائف أرض جو. لقد دخلت فى معركة مع زوجتك التى تهتم بكل صغيرة وكبيرة فى المنزل أثناء غيابك، مع أم أولادك التى تتابع كل تفاصيل مذاكرتهم ومشكلاتهم، وعلى ماذا؟ إنه خلاف على شىء صغير كعدم شرائك ما طلبته منك للمنزل، ويتحول الأمر فى ثوان إلى معركة تحاول أن تثبت أنها على خطأ وأنك لابد وحتما على صواب ولذا فلن تتنازل «وتكاد تسمع فى خلفية أفكارك أغنية مش هتنازل عنك أبدا مهما يكون ،، مهما يكون». والمشكلة الحقيقة لا تكمن فى «شراء الخضار» لكنها فى طريقة تعاملكما معا، أنت لن تعتذر حتى لو كنت مخطئا، ستقول: «كرامتى، أنا؟ أعتذر؟ أبدا، ثم هى أصلا اللى غلطانة»، وستظلا تتبادلا الاتهامات طوال اليوم وتتحول زوجتك بالتدريج إلى عدو لدود بعد أن كانت الغزال الشارد الذى سهرت الليالى حتى حصلت على رضاه، ولكن الحقيقة أنه بعد بداية «المعركة» ستكون أنت المخطئ حتى لو كنت أنت صاحب الحق لأنك لم تحاول أن تفهم وجهة نظر الطرف الآخر. والمشكلة لا تبدأ كبيرة بالطبع، لكنها عبارة عن تراكمات لأشياء صغيرة لا ننفس عنها ثم يأتى وقت خروجها كالانفجار الكبير الذى قد يصل لتهديد زواجكما خاصة كلما زادت هذه «الانفجارات»، لكن من المهم أن نعرف أن الاختلاف فى وجهة نظر كل منكما لا يعنى أن الطرف الآخر عدو أو أن الزواج فاشل لأن الاختلافات تحدث بين الأصدقاء والإخوة، لكن المهم هى طريقة التعامل مع الغضب وكيفية حل المشكلة. عند حدوث مشكلة ما حاولا أن تأخذا 15 دقيقة لتهدءا أعصابكما، ولا تجعل غضبك يسيطر عليك وتبدأ فى إلقاء اللوم عليها مرة آخرى، يمكنكما الاتفاق على إشارة أو كلمة ما لوقف المعركة قبل أن تبدأ لتهدءا قليلا. فكر «هى بتعمل كدا ليه؟»، وحاول أن تضع نفسك مكانها وفكر من وجهة نظرها ما الذى ستقوله زوجتك؟ «أصحى الصبح، أحضر سندوتشات العيال وألبسهم وأوديهم المدرسة، وبعدين أروح الشغل وألحق أرجع البيت عشان أطبخ وأذاكر للعيال وبعدين هو ييجى من الشغل عاوز يأكل وينام أو يأكل ويخرج وأنا أفضل فى البيت أنظفه وأغسل أطباق الغداء، وهو مش عايز يشيل أى حمل عنى، صحيح هو بيتعب فى الشغل بس أنا كمان تعبت». ما رأيك الآن؟ هل مازلت تشعر بنفس كمية الغضب تجاهها؟ هل شعرت بما تشعر به؟ كل ما تريده منك هو أن تشعرها بأنها ليست وحدها وأنك موجود ومستعد لتخفيف الحمل عنها ومساعدتها، لا ترضخ لغضبك وحاول أن تتفهم الموقف لأن ذلك سيمنع مشكلات مستقبلية كثيرة، وبالطبع فالكلام نفسه موجه للزوجة أيضا. لكن ما هى طرق التحكم فى الغضب؟ سارة ريستاد المحررة فى موقع «أوبرا» تقدم لنا هذه النصائح: * أن تعترف لنفسك بأنك غاضب وأن حكمك على الموقف قد يكون خاطئا. * عادة تتفاوت قدرات كبت الغضب من شخص لآخر لكنها تعتمد على كيف كان يومك فى مجمله، وعلى أى حال حاول أن تتنفس بعمق «شهيقا وزفيرا خمس مرات على الأقل ببطء»، وكأنك تغسل جهازك التنفسى بهواء نقى عندها ستبدأ الشعور ببعض الارتياح. * فكر فى أى موقف كوميدى قد يتبادر لذهنك، أو فى شىء يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك، مثل إنجاز حققته فى يومك أو حياتك عامة وهو قد يهدئك قليلا، لأن معظم نوبات الغضب الشديدة تكون نتيجة إحساسك بأنك عاجز أو محبط من الموقف الذى تواجهه. * حاول تصفية ذهنك قدر المستطاع لكى تستطيع التفكير فيما ستفعله لحل الموقف.