يبدو أن الجدل حول جائزة أحسن لاعب أفريقي لعام 2008 بدأ يأخذ اتجاها أكثر عالمية ، ويبدو أن "رائحة" هذه الجائزة والملابسات التي أحاطت بها "فاحت" إلى الدرجة التي جعلت وسائل الإعلام الأوروبية نفسها تبدأ في الحديث عما جرى بجرأة وصراحة ممزوجتين بالسخرية! ففي تقرير نشره موقع "جول دوت كوم" الأوروبي المتخصص في شئون كرة القدم العالمية ، كتب سام أدو محرر شئون الكرة الأفريقية تحت عنوان : "الجدل الأفريقي .. الكاف يفسد الجوائز من جديد" أن ما حدث في جائزة أحسن لاعب أفريقي لعام 2008 كان عبارة عن "حدوتة" و"نكتة ضخمة في كرة القدم الأفريقية" بعد أن تم منح الجائزة إلى أديبايور على حساب "محمد" ، في إشارة إلى المهاجم التوجولي إيمانويل أديبايور لاعب الأرسنال الإنجليزي الذي حصل على الجائزة بالفعل ، ومحمد أبو تريكة نجم الأهلي ومنتخب مصر الذي كان يستحق الجائزة. وطرح مراسل الموقع عدة تساؤلات جريئة من بينها : "ما مدى مصداقية جائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)"؟ وأجاب على السؤال بنفسه قائلا : "لا توجد مصداقية ، ولو لم يتم اتخاذ موقف حاسم تجاه ما حدث فإن هذا الأمر سيتحول إلى فضيحة". وأوضح المراسل أن تاريخ الجائزة منذ بدايتها تحيط به التساؤلات ، فعندما كانت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية تمنح الجائزة ، وذلك ابتداءً من عام 1970 ، كان أغلب اللاعبين الفائزين بها من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية أو ممن يلعبون في الدوري الفرنسي ، وبعد أن تولى الكاف مهمة الإشراف على الجائزة عام 1992 ظل الحال على ما هو عليه ، وأشار المحرر هنا إلى أن النيجيري جاي جاي أوكوتشا فشل في الحصول عليها مرتين في عامي 1998 و2004 رغم أنه كان يستحقها في المرتين ، ففي المرة الأولى حصل عليها المغربي مصطفى حاجي ، وفي الثانية حصل عليها الكاميروني صامويل إيتو. وأضاف أن الكاف فاجأ الجميع في عام 2007 ومنح جائزته إلى المهاجم المالي فريدريك كانوتيه ، وهو ما وصفه محرر الموقع بأنه كان "مسرحية هزلية". وفي حديثه عن جائزة 2008 ، أكد المحرر أنه لا أحد يختلف على موهبة وقدرات أديبايور ، ولكنه قال إن الأرسنال لم يفز بأي بطولة طوال عام 2008 ، كماأن منتخب بلاده المغمور – توجو – فشل في التأهل أصلا إلى بطولة الأمم الأفريقية عام 2008 ، بينما أبو تريكة – والكلام للمحرر أيضا – لعب دورا رئيسيا في فوز منتخب مصر ببطولة الأمم الأفريقية للمرة السادية في غانا ، كما قاد الأهلي للفوز بدوري أبطال أفريقيا. وأضاف المحرر قائلا : "نحن نعترف بأن الدوري الإنجليزي الممتاز أعلى مستوى من الدوري في مصر ، أو حتى من مستوى دوري أبطال أفريقيا ، ولكن لا يجب أن ننسى أن أديبايور أحرز 30 هدفا في 49 وهو يلعب بجانب لاعبين على أعلى مستوى مثل سيسك فابريجاس وماتيو فلاميني وألكسندر هليب ، وهذا يعني أن الاتحاد الأفريقي ما زال مقتنعا بأنه لا توجد كرة قدم في القارة ، بل توجد في أوروبا فقط! وانتقد المحرر بشدة أسلوب جمع الأصوات في تحديد الفائز بجائزة أحسن لاعب ، واختتم كلامه قائلا إنه إذا أصر الاتحاد الأفريقي الذي يوجد مقره في القاهرة على إفساد هذه الجائزة ، فإن هذا لا يعني إلا أن منظمي هذه الجائزة يجب أن يضحكوا للمرة الأخيرة ، لأن جائزة الكاف ستكون عما قريب "نكتة كروية رديئة"! وحصل هذا التقرير على عدد هائل من تعليقات الزائرين من جماهير الكرة في مختلف أنحاء العالم ، والتي أبدت على اختلاف جنسياتها تعاطفها الشديد مع أبو تريكة ، واستياءها من أسلوب تحديد الفائز بالجائزة ، سواء هذا العام أو في الأعوام الماضية ، وصب بعض من الزائرين من نيجيريا وغانا وزيميابوي ، وأيضا من إنجلترا وفرنسا ، كل غضبهم على الكاميروني عيسى حياتو رئيس الكاف وعلى تدخل السياسة والمجاملات في اختيار الفائز بالجائزة ، بحسب تعبيرهم!