ألقت الأجهزة الأمنية بالقاهرة القبض على المقاول الشهير فى باب الشعرية بدر عامر فجر أمس وتم اقتياده من قبل مباحث الأموال العامة إلى نيابة الأموال بوسط القاهرة وخضع لتحقيقات مكثفة فى قضية الاستيلاء على أملاك خاصة بالطائفة اليهودية فى القاهرة وأملاك بعض المواطنين المصريين بمنطقة باب الشعرية. ويواجه عامر اتهامات بالاستيلاء على العقار رقم 16 بحارة اليهود، وتبين أنه معبد يهودى استولى عليه عامر وقام بهدمه وبنائه كعقار سكنى دون وجه حق ودون الحصول على ترخيص بذلك. باشر التحقيقات أيمن رخا، رئيس نيابة وسط القاهرة، وأشرف عليها المستشار محمد حلمى قنديل، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، وأنكر عامر ما نسب إليه من تهم الاستيلاء على أملاك الغير أو تهديد المواطنين، ووصل عدد المحاضر المحررة ضد عامر فى تلك القضية لأكثر من 30 محضرا، وحينما فشل عامر فى تقديم ما يثبت ملكيته للعقارات المتنازع عليها والمتهم بنهبها، قررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم وضعه فى حجز قسم شرطة باب الشعرية. وتعود القضية إلى وقوع خلاف بين المقاول بدر عامر وبين محمد عبدالنبى، عضو مجلس الشعب عن منطقة باب الشعرية، فما كان من بدر إلا أن قام بتحرير محاضر ضد عبدالنبى يتهمه بالاستيلاء على أملاء اليهود وبيعها وتقدم ببلاغ إلى النائب العام فى هذا الخصوص، ومن جانبه أحضر عبدالنبى عددا من المواطنين أثبتوا قيام عامر بالاستيلاء على أملاكهم وتهديدهم بنفوذه وعلاقته بالنائب يحيى وهدان، ضابط مباحث أمن الدولة السابق. وكشف هذا الخلاف عن مافيا يشكلها الثلاثة فيمن بينهم للاستيلاء على أملاك الطائفة اليهودية بالقاهرة، خاصة من هاجر منهم إلى إسرائيل، وتبين أنهم حصلوا على عقود بيع مزورة من مسئولة مكتب الطائفة اليهودية بالقاهرة وقيل إنها توفيت مقابل مبالغ زهيدة. وكانت القضية قد تفجرت نتيجة هذا الخلاف، وأمر النائب العام بفتح تحقيق فيها، وبالفعل تم استدعاء النائبين وهدان وعبدالنبى أكثر من مرة إلى نيابة وسط القاهرة، وذلك بعد الحصول على إذن مجلس الشعب، لسماع أقوالهما فى القضية ومواجهتهما بالاتهامات الموجهة ضدهما، وأنكر النائبان تلك التهم إلا أنهما لم يقدما ما يثبت ملكيتهما للعقارات المتهمين بالاستيلاء عليها، وأخلى سبيلهما على ذمة القضية. وكان وهدان قد نفى مرارا وتكرارا تورطه فى تلك القضية وبعده التام عنها، لدرجة أنه نظم احتفالا كبيرا وسط أبناء دائرته فى باب الشعرية، وأخبرهم بانتهاء القضية وإغلاق ملفها تماما بعد التصالح مع المتنازعين معه وتنازلهم عن البلاغات ضده، وقام بذبح عجلين ابتهاجا بهذا الأمر، إلا أن القبض على عامر يؤكد تأزم الموقف من جديد بالنسبة لوهدان.