قطعة أرض فضاء. مقلب قمامة، مصرف تم ردمه، وخرابة تم تنظيفها. أرض تحولت فى الشهور الماضية إلى ملاعب كرة قدم خماسية تؤجر بالساعة لعشرة من اللاعبين. تنطلق صافرة حكم المباراة لتعلن عن ضربة الجزاء، وسط الحماس والاعتراضات. ملعب كرة القدم الذى افتتحه أحمد العزالى، منذ تسعة أشهر على الطريق السريع بمدينة الحوامدية يشهد إقبالا كبيرا «لأن الأغلبية لا يملكون اشتراك عضوية فى أحد النوادى، ولا يفضلون اللعب فى الشارع». الفكرة كانت تراود أحمد منذ ثلاث سنوات، «لأننى شفتها فى اماكن كتير فى امبابة والهرم». ملعب أحمد، 23 عاما، يقع على الطريق السريع لمدينة الحوامدية، جنوب مدينة الجيزة. هنا على نهر النيل حيث تبدو إلى الغرب ترعة المريوطية وطريق سقارة السياحى. الاعداد للمشروع، «مش محتاج جهد كبير» كما يقول أحمد، «لأننى مهندس ميكانيكا ومعنديش وقت لمشروع ضخم». بدأت الفكرة بالبحث عن أرض مبان صالحة للايجار، «ودى موجودة فى الحوامدية، وبعدين باخد تصريح ممارسة من شركة الكهرباء، لكن انشاء الملعب بشكله الاخضر الكبير، فيه شركة متخصصة بتبيع النجيل المستورد من تركيا، وبيحتاج صيانة كل ثلاثة أشهر لتنشيط النجيلة». واشترى أحمد فرشاة لتنشيط الملعب لتوفير النفقات. لكى يتحول المشروع إلى عمل مربح يؤجر أحمد الملعب صباحا بخمسين جنيها وفى المساء بسبعين جنيها، «فيه اماكن فى الهرم والمهندسين الإيجار بيوصل لمتين جنيه». العمل فى النادى مرتبط بأيام الاجازات والمدارس والطقس، «الناس اللى بتحدد عايزه تلعب ولا لأ». المشاكل التى يواجهها أحمد كما يقول فى مشروعه، «أن شركة الكهرباء بتحدد فاتورة الممارسة بشكل جزافى بيوصل 3 آلاف جنيه كل شهرين، رغم انه الفا جنيه فى الهرم مثلا، طب ايه المعيار». أمنيات أحمد لا تتوقف عند ملعب كره القدم بل تحويله إلى ناد صغير كما يحب ان يطلق عليه، «كمان فيه ناس بتدرب الاولاد كاراتيه، وعايز افتح مدرسة للموهوبين.