عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني أندريه ديشتشيتسيا محادثات، وذلك في أول مرة منذ الأزمة الدبلوماسية التي أثارها دخول روسيا إلى شبه جزيرة القرم. وأكد لافروف أن روسيا ليست قلقة من احتمال استبعادها من مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى "جي 8". وكانت الدول السبع الأخرى في المجموعة قد اتفقت فيما بينها على إلغاء قمة كان من المقرر عقدها في روسيا. وتتزامن تلك الخطوة مع انسحاب القوات الأوكرانية من القرم بعد أن استولت القوات الروسية على القواعد العسكرية في المنطقة. وضمت روسيا في وقت سابق من شهر مارس/آذار شبه جزيرة القرم في أعقاب الاستفتاء الذي اعتبرته الحكومة الأوكرانية والدول الغربية غير قانوني. "حوار وطني" اتفق بقية الدول الأعضاء في المجموعة على إلغاء القمة التالية للمجموعة والتي كان من المقرر عقدها في روسيا وجاء لقاء لافروف مع ديشتشيتسيا على هامش قمة الأمن النووي المنعقدة في مدينة لاهاي بهولندا. وفي تصريحاته لمؤتمر صحفي، قال لافروف إن بلاده "تعرض رؤيتها لبناء حوار وطني جيد، آخذة في الاعتبار جميع أفراد الشعب الأوكراني". وأضاف لافروف أنه لا يرى وقوع تأثير كبير على بلاده إذا ما جرى استبعادها من مجموعة الثمانية لضمها شبه جزيرة القرم تحت سيطرتها. وتابع قائلا: "إذا ما كان أصدقاؤنا من الدول الغربية يعتقدون أن هذا التشكيل قد دام طويلا، فلا بأس من خروجنا إذن، فعلى الأقل، نحن لا نحاول التمسك به." فيما اتفق بقية الدول الأعضاء في المجموعة، والذين عقدوا اجتماعات أيضا على هامش القمة النووية، على إلغاء القمة التالية للمجموعة والتي كان من المقرر عقدها في روسيا، كما طالب العديد من الأعضاء في القمة بتجميد عضوية روسيا فيها. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التقى نظيره الروسي الاثنين، وأعرب له عن "قلقه الشديد" إزاء التواجد المكثف للقوات الروسية على الحدوجد مع أوكرانيا. جاء الأمر للقوات الأوكرانية بالانسحاب بعد استيلاء القوات الروسية على القاعدة البحرية في فيودوسيا وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد قال في وقت سابق للمحادثات إن أوروبا وأمريكا يدعمان الحكومة الأوكرانية والشعب الأوكراني. انسحاب أوكراني ففي حضور رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه، قال أوباما إن الولاياتالمتحدة وأوروبا "يتفقون لجعل روسيا تدفع الثمن جراء ما قامت به في أوكرانيا حتى الآن." من ناحية أخرى، أمر الرئيس الأوكراني المؤقت أوليكساندر تورتشينوف بالانسحاب العسكري من شبه جزيرة القرم الاثنين، وذلك "نتيجة للتهديدات الروسية على حياة أفراد الخدمة العسكرية الأوكرانية وعائلاتهم". وجاءت تصريحاته تلك في أعقاب استيلاء القوات الروسية على القاعدة البحرية في فيودوسيا، آخر القواعد العسكرية التابعة لأوكرانيا في المنطقة، ليكون ذلك ثالث هجوم من نوعه خلال يومين. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها في السادس عشر من مارس/آذار الجاري، بعد أن أطاحت المظاهرات الاحتجاجية بفيكتور يانوكوفيتش، الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا. بينما ردت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على ذلك بسلسلة من العقوبات التي طالت عددا من الأفراد، بما في ذلك مسؤولون روس وجه إليهم الاتهام بالمشاركة في عملية الضم تلك.