أثارت تصريحات حمدين صباحى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، لوكالة رويترز، التى تضمنت انتقادا مباشرا للمشير عبدالفتاح السيسى، العديد من التساؤلات حول تراجع موقفه المحايد من وزير الدفاع، حيث أبدى شكوكه من إحلال السيسى للديمقراطية حال ترشحه، كما حمله مسئولية الانتهاكات الحقوقية منذ عزل الرئيس محمد مرسى. وقال الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز إن لجوء صباحى لوكالة رويترز للإعلان عن مثل هذه الانتقادات، يمثل تطورا منطقيا، حيث أدرك المرشح المحتمل أن حديثه عن الديمقراطية للغرب تفيده أكثر من الحديث عنها فى الداخل، فهو يعرف كيف ومتى ولمن يروج سلعته، بحسب تعبير ياسر. وأضاف: «هذه التصريحات لا تعد مهاجمة من قبل صباحى للجيش أو للمشير عبدالفتاح السيسى، حيث قال فى الحوار إن المشير يتحمل مسئولية مباشرة أو ضمنية سياسية عن انتهاكات حقوقية وقعت فى مصر بدأت بعد عزل مرسى وتستمر لحين إجراء انتخابات تشريعية بعد الانتخابات الرئاسية، وهذا يعد انتقادا مبطنا، حيث ترك الباب خلالها مواربا. الشكوك تجاه إحلال السيسى للديمقراطية حال انتخابه رئيسا، اعتبره عبدالعزيز أنه حديث يناسب الغرب، واستخدمه صباحى لتعزيز موقفه لديهم مقارنة بالجيش، ويوضح أنه بات يدرك المتطلبات الخارجية والداخلية، لذا يختلف خطابه حسب الفئة الموجه لها الحديث، فالطلب الوطنى المصرى يفرض عليه احترام الدولة وجيشها الوطنى، مضيفا: «لقد فاته شىء مهم، وهو أنه لم يعد هناك حدود بين الداخل والخارج، فالتكنولوجيا كسرت الحواجز والحدود، وأتاحت معرفة جميع الأحاديث الإعلامية، وهو ما حدث بترجمة حواره وبثه على مختلف مواقع الإنترنت». ومن جانبه يرى عمرو هاشم ربيع، أستاذ العلوم السياسية، أن الحوار يأتى ضمن حملة دعاية انتخابية، حيث يعمل كل مرشح على إعلاء ذاته مع محاولة الإنقاص من قدر الآخر حتى لو تضاربت تصريحاته، مشيرا إلى إن صباحى منذ أيام قلائل كان يؤكد فى خطابه الداخلى الموجه للمصريين على دور السيسى العظيم فى المرحلة الماضية، ولذى لا يمكن إنكاره كدور إيجابى لا سلبى. ولا يجد ربيع أى دلالات سياسية يحملها الخطاب الخارجى لحمدين، مشيرا إلى أن تخوفاته هى التى دفعته لتغيير خطابه للغرب، حتى وإن كان خطابا مبالغا فيه ومتضارب، ولكنها محاولة لأن يضبط الطرف الآخر إيقاعه، على حد قوله.