أعلن اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا عن إنشاء هيئة متخصصة لرصد وتسجيل الممارسات العنصرية التى يتعرض لها المسلمون فى الغرب، وذلك على خلفية مقتل د. مروة الشربينى الملقبة بشهيدة الحجاب التى قتلت بيد متطرف ألمانى. وقال رئيس الاتحاد شكيب بن مخلوف: إن حادث اغتيال المصرية مروة الشربينى فى ألمانيا مطلع يوليو الحالى قد سرع من وتيرة إنشاء تلك الوحدة التى ستنتشر فروعها فى كل الدول الأوروبية. مشيرا إلى أن العمل بهذا الهيكل الجديد يتوقع أن يبدأ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، على أن يصدر أول تقاريره الدورية مع نهاية العام. وأكد أن اغتيال الشربينى هو «انعكاس لمؤشرات تنامى العنف المادى واللفظى وحملات التحريض والكراهية التى تستهدف المسلمين فى بعض البلدان الأوروبية وبشكل يأخذ طابعاً عنصريا». ومن جهة أخرى، دعا منير عزاوى مستشار سياسى بالمجلس الأعلى للمسلمين فى ألمانيا وعضو حزب الخضر الحكومة الألمانية إلى التعاون مع المنظمات الإسلامية بالبلاد من أجل وضع برامج تعريف وتوعية بالدين الإسلامى لرجال الشرطة، وتصحيح الأفكار المغلوطة عن الإسلام، وشرح أهمية وخصوصية الحجاب فى حياة المرأة المسلمة، منعا لتكرار حادثة إصابة د. علوى عكاز. وقال عزاوى ل «الشروق»: جهل الشرطة الألمانية بالدين الإسلامى والأفكار الخاطئة عنه، أسفر عن سوء تصرف بعض أفرادها فى حادث مقتل د. مروة، وإطلاقها أعيرة نارية على زوج د. مروة. كما طالب عضو حزب الخضر بضرورة إنشاء مركز للإسلام وفوبيا لحصر الاعتداءات العنصرية التى تقع بالبلاد. وعلى صعيد التضامن مع د. مروة، انتقلت الفاعليات إلى العوالم الافتراضية، حيث عقدت جزيرة مصر ب«سكند لايف» مظاهرة احتجاجية شارك فيها عشرات المصريين والعرب، رافعين لافتات تنديد بالحادث، والمطالبة بالقصاص العادل من الجانى. وهتف المتظاهرون بشعارات «يامسلمين ياموحدين.. اختكم طعنت بالسكين»، و«احنا يامروة معاكى معاكى.. بحق طفلك هنقف ننادى»، «يا ألمان دا طفل رضيع وحق مروة مش هيضيع».. وحرصت جميع المشاركات فى المظاهرة مسلمات وغير مسلمات على ارتداء الحجاب وإعلان حق المسلمة فى ارتدائه بالأماكن العامة فى الغرب. كما حرص القائمون على الفاعلية الاحتجاجية على تصميم عدد من الملصقات تحمل صورا لمروة وزوجها وطفلها، كما أعدوا مقاطع فيديو تم بثها داخل الجزيرة، وتحمل قصة استشهاد مروة الحقيقية، ومترجمة باللغات الإنجليزية والألمانية. وفى السياق ذاته، أعلنت جزر دول السعودية والأردن انضمامها لفاعليات التضامن تلك بنشر صور لمروة، وشاشات تعرض قصتها. ويضيف «تامر بشلى» صاحب جزيرة مصر على سكند لايف ل «الشروق» بأنهم انتقلوا بالمظاهرة الاحتجاجية إلى جزر ألمانية افتراضية، لشرح الحادث وأبعاده الحقيقية، ودور الإسلاموفوبيا المتزايدة فى ألمانيا فى وقوع الحادث. مؤكدا أن الفاعليات الاحتجاجية سوف تستمر بجزيرة مصر لحين انتهاء محاكمة القاتل وحصول الجانى على جزائه العادل. كما أطلقت شبكة إسلام أون لاين.نت عبر جزيرتها الافتراضية أسبوعا تضامنيا مع مروة بسكند لايف تحت عنوان: «مروة.. ضحية الإسلاموفوبيا» فى الفترة من 14 21 يوليو الحالى. ويماثل ال«سكند لايف» عدد المسجلين حاليا نحو 16 مليونا و400 ألف شخص فى بنائه شكل الألعاب الثلاثية الأبعاد، ولكن يميزه عنها إمكانات التفاعل والتعارف بين رواده، والبيئة المصممة للتعايش وإلقاء المحاضرات والتعليم بجانب الترفيه. وبلغ انتشار فكرة «الحياة الثانية» حدًّا جعل وكالة «رويترز» للأنباء تفتتح مكتبا افتراضيا فى هذا العالم، كما سعت دول للحصول على تمثيل سياسى أو رسمى داحل سكند لايف من بينها دولة جزر المالديف ثم السويد اللتان افتتحتا سفارتين لهما داخل هذا العالم الافتراضى.