فى اليوم العالمى للمرأة، لا يتغير شىء فى مشوار سحر صلاح اليومى. تهبط من منزلها فى شبرا فى اتجاه كورنيش المعادى، وهى تفكر فى النجاة من موقعة التحرش عند أبواب محطة المترو، ووسط موقف الميكروباص. عندما تصل إلى مكتبها فى الدور العشرين، تواصل أبحاثها الميدانية عن هموم المرأة المصرية، وربما كان التحرش واحدا منها. سحر تعمل باحثة فى المركز المصرى لحقوق المرأة منذ 2010، لأن هذا العمل «صادف هوى داخلى للتعرف أكثر على أحوال المرأة، والدفاع عنها». تتمنى سحر، خريجة آداب القاهرة قسم اجتماع، ان تكون نائبة فى البرلمان، «عشان كدا حصلت على دبلومة حقوق انسان، ودبلومة دراسات برلمانية من كلية سياسة واقتصاد». مديرة المركز نهاد أبوالقمصان، تقول إن أكبر التحديات التى تواجه المرأة المصرية، هى ما يتعلق بالرزق، «الأول وفر للستات الأكل والسكن الآمن، وبعدين تعال اتكلم عن أى حاجة فى الدنيا». العبارة تعنى ضرورة الاهتمام بظروف عمل المرأة ورزقها، «وبالتالى لابد من تعديل قانون العمل لرفع الظلم عنها». المرأة المصرية كما تقول نهاد، عضو المجموعة الاستشارية الدولية للمجتمع المدنى بالأمم المتحدة، مسئولة عن إطعام ثلث العائلات فى مصر، وقانون العمل يظلمها ويمنعها من الترقى، بالإضافة إلى حرمانها من بعض المهن بنص القانون، كما تقول. «هناك 14 قطاع عمل، المرأة المصرية محرومة منه. ربما كان أشهرها قطاعات الشرطة والجيش وبعض مناصب القضاء، هناك قطاعات القانون منعها وتعمل فيها المرأة بشكل عرفى فى التعدين وصناعات الجلود والزجاج والأصباغ». تحلم سحر بالوصول إلى البرلمان لتساهم فى تشريع قوانين أكثر رحمة بالمرأة، وهى تعلم أن النجاح فى الانتخابات يعنى وجود شعبية فى الشارع، لذلك خاضت مغامرة الأحزاب قبل وبعد ثورة يناير. «شفت إعلان لحزب الوفد فى شبرا عن دورة تدريبية، قدمت فيها وانضميت للحزب». وفى أول اجتماع «لقيت ناس عواجيز بفكر قديم، وانتهى حماسى للوفد». بعد الثورة، «فيه ناس أصحابى من حزب الدستور قالوا لى تعالى معانا، لكن لم أستمر. لم تعجبنى الصراعات الكثيرة داخل الحزب». سحر لا تتخلى عن حلم الحصول على لقب «نائبة الشعب». عدد من القضايا والابحاث التى تتابعها سحر من خلال عملها، تحلم بالعثور على حل لها تحت قبة البرلمان، أولها الوحش اليومى الذى تواجهه المرأة فى المنزل والشارع: العنف العائلى والتحرش. كل يوم سحر تستخدم المترو والتاكسى، وتضطر فى بعض الأحيان لركوب الميكروباص، وتعرف جيدا أنها تتعرض كل يوم «للاستظراف الذى يتجاوز الألفاظ أحيانا». تدافع عن نفسها بالكلمات، وأحيانا بالشتائم، وتسأل نفسها: متى تنتصر المرأة المصرية على كل هذه الوحوش؟.