بعد يوم من الدراما المثيرة صوت خلاله برلمان أوكرانيا على عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، يبقى سؤال من يحكم البلاد في الوقت الحالي؟ ووفقا للبرلمان، فإن الإجابة ليست يانوكوفيتش بالطبع. فبعد تعيين رئيس للبرلمان من المناهضين للرئيس صوت المجلس بعزل يانوكوفيتش من منصبه السبت، ودعا لانتخابات رئاسية يوم 25 مايو. وبدا التأثر على يانوكوفيتش (63 عاما)، في مقابلة تليفزيونية، وقال إنه يتجاهل التصويت ولا زال يعتبر نفسه رئيس أوكرانيا. وأضاف: "كل القرارات التي يتخذونها الآن (في البرلمان) غير قانونية. لن أوقع على شيء مع رجال العصابات الذين يرهبون البلاد.. لا أنوي الاستقالة"، لكن يانوكوفيتش تحول إلى بطة عرجاء بنهاية اليوم. وشهد حزب الأقاليم الذي ينتمي إليه الرئيس انشقاقات، مما قلص دعم الحزب له في البرلمان وانحازت وزارة الداخلية إلى المحتجين وأوضح الجيش أنه لن يقف بجانبه. ولم يتضح تماما من يشغل الفراغ في أوكرانيا، لأسباب من بينها قرار أصدره البرلمان يوم الجمعة بالعودة إلى دستور 2004 الذي يقلص سلطات الرئيس. ولم يوقع يانوكوفيتش على هذا القرار. وبموجب دستور 2004، يكون الرجل الثاني في الدولة هو رئيس البرلمان أوليكسندر تيرتشينوف، حليف زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو، ألد أعداء يانوكوفيتش. أما دستور 1996، الذي أعاد يانوكوفيتش العمل به في 2010 لتعزيز الرئاسة، فينص على أن "الرجل الثاني في الدولة هو رئيس الوزراء". ويعني هذا أن السلطة الآن في يد سيرهي أربوزوف القائم بأعمال رئيس الوزراء. لكن صلاحية الحكومة بقيادة أربوزوف محددة للغاية، وفقا لاتفاق توصل إليه يانوكوفيتش مع المعارضة يوم الجمعة، في محاولة لإنهاء احتجاجات امتدت لثلاثة شهور. وينص الاتفاق، الذي توسط فيه الاتحاد الأوروبي، على تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون نحو عشرة أيام. ونأت الحكومة بنفسها عن أحداث السبت وظلت بعيدة عن الأحداث المتعاقبة بسرعة، باستثناء بيان أصدرته قالت فيها إن عملها يسير كالمعتاد "وستوفر انتقالا مسؤولا للسلطة". فراغ سياسي قال إدوارد ليونوف وهو نائب في البرلمان عن حزب سفوبودا اليميني القومي: "البرلمان الآن هو العضو الشرعي الوحيد في البلد". وأوضحت القوات المسلحة، أنها لن تتدخل بالنيابة عن الرئيس، وقالت إنها: "ستفي بالتزاماتها الدستورية ولا يمكن أن تجر إلى صراع سياسي داخلي". وانحازت الداخلية الأوكرانية للمحتجين، وقالت إنها تفضل "تغييرا سريعا"، وحثت الناس على الاتحاد لضمان الأمن وإقامة دولة "مستقلة وديمقراطية وعادلة". وسياسيا، لم ترد أنباء على الفور عن أي تغيير لكن تحول السلطة تجاه معارضي يانوكوفيتش قد يدفع أوكرانيا إلى استئناف مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في رجوع عن تغير في الاتجاهات كان أثار الأزمة. وقالت تيموشينكو، بعد إطلاق سراحها من السجن: "أنا متأكدة من أن أوكرانيا ستكون عضوا في الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب وسيغير هذا كل شيء". ولكن من يقود المعارضة؟ يقود المعارضة في الوقت الحالي، ثلاثة رجال وقعوا اتفاقا يوم الجمعة مع يانوكوفيتش وهم فيتالي كليتشكو وارسني ياتسنيوك وأوليه تياهنيبوك، إلا أن إطلاق سراح تيموشينكو قد يؤذن بصراع على الزعامة معهم. وقد يؤدي اتفاق يوم الجمعة إلى سقوط الزعماء الثلاثة، مثل يانوكوفيتش، بعدما خيبوا آمال المحتجين لأنهم لم يتفاوضوا بشأن الرحيل الفوري للرئيس عن السلطة.