تنطلق مساء اليوم الدورة 64 من مهرجان برلين السينمائى الدولى، والتى ستكون بمثابة بانوراما ضخمة لسينما العالم، حيث ستشهد عرض 400 فيلم، من قارات العالم الخمس، بدءا من الصين شرقا وحتى الولاياتالمتحدة غربا. ويبدو أن الدورة الحالية ستكون الأكثر دهشة وجرأة فى تاريخ المهرجان، من خلال قوائم عروض الأفلام داخل المسابقة الرسمية وخارجها، والتي تضم أعمالا تتبنى أفكارا وقصصا عن قضايا اجتماعية وسياسية وإنسانية مثيرة للغاية. ويبلغ عدد الأفلام المشاركة 400 فيلم، عبر 10 أقسام، وستتيح رؤية آفاق سينمائية جديدة بتوليفة خاصة رومانسية كانت أو واقعية، كما تتيح فرصة لاكتشافات فنية غير مألوفة بمؤثراتها التعبيرية والتقنية، ربما تجعلنا نقترب بشغف لمشاهدة سينما بتوليفة خاصة. وهذا العام تم اختيار 20 فيلما تمثل 20 دولة، فى سابقة هى الأولى من نوعها، فى تاريخ المهرجان، وهى إلى جانب البلد المضيف ألمانيا (الجزائر، الأرجنتين، بلجيكا، البرازيل، الدنمارك، فرنسا، اليونان، بريطانيا، اليابان، كندا، هولندا، النرويج، النمسا، السويد، إسبانيا، أوروجواى، الولاياتالمتحدة، الصين، قبرص) للمشاركة فى المسابقة الرئيسية حيث تتنافس على الدب الذهبى والفضى للمهرجان الذى يستمر على مدار 10 أيام. ويعرض فى الافتتاح الفيلم البريطانى الألمانى «فندق بودابست الكبير» إخراج الأمريكى ويس أندرسن وبطولة رالف فينيس وموراى ابراهام ومارلو أمالريك باول شلازه، تونى ريفولورى، تيلدا سوينتون فى عرض عالمى اول وصور بالكامل فى مناطق مختلفة من ألمانيا وكذلك فى استديوهات بابلسبرج الشهيرة فى ضواحى برلين وتدور أحداثه فى أحد الفنادق الفخمة فى أوروبا فى عشرينيات القرن الماضى، ويروى مغامرات الحارس جوستاف اتش، ومصطفى الخادم، ما بين الحربين العالميتين. ويشارك فيه مجموعة من النجوم على غرار ويليم ديفو، أدريان برودين تيلدا سوينتون وجود لو. وقال دايتر كوسليك، مدير المهرجان، إنه يتوقع أن يشكل هذا الفيلم الكوميدى الذى يحمل لمسات ويس أندرسون، انطلاقة رائعة لدورة هذا العام وهناك 18 فيلما من الأفلام المشاركة تعرض لأول مرة. كما يتنافس كذلك الفيلم الصينى «الفحم الأسود والثلج الرقيق»، للمخرج ينان دياو والفيلم اليابانى «تشيزاى أوشى» أو «المنزل الصغير» والفيلم الأرجنتينى «تاريخ الخوف» للمخرج بنيامين نايشتات. وكذلك الفيلم الألمانى «جاك» للمخرج إدوارد بيرجر، والفيلم النرويجى «فى ترتيب الاختفاء» للمخرج هانز بيتر مولاند، والفيلم الألمانى «مفترق طرق» للمخرج ديتريش بروجيمان. وينافس أيضا فيلم «رجلان فى المدينة»، للمخرج الجزائرى الأصل رشيد بوشارب، وبطولة فورست ويتيكر، هارفى كيتل، بريندا بلثين، لويس غوزمان ودولوريس هيريديا، انتاج مشترك لكل من فرنسا، الجزائر، الولاياتالمتحدةوبلجيكا. وقد تم تصوير الفيلم فى الولاياتالمتحدة، ويتناول فيه العلاقة بين الغرب والعالم العربى مع تصاعد مشاعر العداء للعرب بعد 11 سبتمبر، من خلال قصة أمريكى من أصول إفريقية «ويليام جارنيت»، الذى يفرج عنه بعد 18 سنة قضاها فى السجن وفترة شباب صاخبة. ومع اعتناقه مؤخرا الإسلام يكافح جارنيت لإعادة بناء حياته على أسس جديدة وكبح نزواته العنيفة، تساعده فى هذا الكفاح إميلى سميث الضابط المكلف بإعادة تأهيله. لكن فى البلدة الصغيرة حيث استقر، على حدود نيو مكسيكو، قائد شرطة المدينة بيل أجاتى «هارفى كيتل» مقتنع بأن جارنيت ميئوس من أمره وسوف يعمل كل ما بوسعه ليعود به إلى السجن مدى الحياة. اقتُبس الفيلم من كتاب «رجلان فى المدينة» للمؤلف جوزى جيوفانى، وقام بكتابة السيناريو رشيد بوشارب وياسمينة خضرة وأوليفيى لورال، ولا يعد الفيلم أول أعمال بوشارب فى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين فقد سبق له أن شارك عام 2001 حيث قدم فيلم، «سنغال الصغيرة»، وفى عام 2009 «وادى لندن» الذى حاز فيه الراحل Sotigui Kouyaté على الدب الفضى لأفضل ممثل. كما اختار مهرجان برلين الفيلم النمساوى «موكوندو» للمخرجة زودابه مورتيتساى، والفيلم البرازيلى «برايا دو فوتورو» للمخرج كريم إينوز، بالإضافة إلى الفيلمين الصينيين «التدليك الأعمى» للمخرج يى لو، و«أرض بلا صاحب» للمخرج هاو نينج، والفيلم الألمانى «فى منتصف العالم» للمخرج فيو الاداج. والفيلم البريطانى «71» للمخرج يان ديمانج وفيلم «الوفت» من بيرو إخراج كلاوديا لوسا والفيلم الألمانى «الأخوات المحبوبات» للمخرج دومينيك جراف، والفيلم اليونانى «ستراتوس» للمخرج يانيس أكونوميديس، والفيلم الأرجنتينى «تاريخ الخوف» للمخرج بنيامين نايشتات. ومن المتوقع أن يسرق فيلم جورج كلونى «رجال الآثار» الأضواء فى مهرجان برلين السينمائى والذى يدور حول عمليات النهب التى قام بها النازيون للأعمال الفنية. ويتناول الفيلم، المقتبس عن كتاب يحمل نفس الاسم للمؤرخ روبرت إدسيل، قصة مجموعة من خبراء الفنون تكلفهم الإدارة الأمركية باسترداد القطع الفنية المسروقة من قبل النازيين. ويرصد قصة تحالف جمع مديرى متاحف، ومفوضين، ومتخصصين فى تاريخ الفن، خلال الحرب العالمية الثانية لإنقاذ الأعمال الفنية التى استولى عليها النازييون وإعادتها إلى أصحابها. وهو خارج المنافسة. كما يتوقع أيضا أن تسلط أضواء المهرجان على فيلم «شبق» للدنماركى لارس فون ترير، على الرغم من أن الفيلمين يعرضان خارج المسابقة الرسمية. ومن الأفلام التى سيتم عرضها خارج المسابقة أيضا الفيلم الفرنسى «الجميلة والوحش»، والفيلم الدنماركى «نيمفومانياك فوليم 1» للمخرج لارس فون ترير. ويكرم المهرجان المخرج البريطانى كين لوتش كما يقدم له جائزة الدب الذهبى الشرفية، سوف تقام احتفالية خاصة بأفلامه تعرض فيها عشرة أفلام إلى جانب أفلام المسابقة «Wettbewerb» وتعرض فى أكثر من 35 صالة سينما. أما لجنة التحكيم الدولية للأفلام المتنافسة فقد اختير لرئاستها منتج وكاتب السيناريو الأمريكى جيمس شاموس، الحائز على الأوسكار، عن فيلم «جبل بروكباك». يرأس المنتج الأمريكى البارز وكاتب السيناريو جيمس شاموس لجنة التحكيم بمهرجان برلين السينمائى الشهر المقبل، والتى تضم فى عضويتها الممثل الصينى البارز تونى لونج، حسبما أعلن المهرجان يوم الثلاثاء.