موجة غضب جديدة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها موقع «فيسبوك»، بعد تداول مستخدمي هذه المواقع صورة لطفلتين تحملان «بيادة عسكرية» فوق رأسيهما وخلفهما سيدة ترفع صورة للفريق أول عبدالفتاح السيسي. الصورة التي التقطتها عدسة «بوابة الشروق»، أمس الثلاثاء، خارج قاعة محاكمة مرسي، أعادت للأذهان صورة لأطفال إحدى دور رعاية الأيتام، وهم يحملون صور الفريق أول السيسي خلال حملة للدعاية له، وكذلك حمل أطفال آخرون لأكفانهم داخل اعتصام رابعة العدوية في أغسطس الماضي. الدكتور هشام بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، اعتبر «حمل الطفلتين للبيادة إساءة لحقوق الطفل»، قائلا: «الطفل وهو صغير يكون غير مدرك لما يقوم به أو ما يطلبه منه أهله، فينفذ ما يطلب منه دون سؤال، وبالتالي هو يُستغل لعمل أشياء لا يفهمها». وبحسب «بحري» فإن «إجبار الأطفال على تنفيذ الأوامر يعد تكريسًا لمبدأ السمع والطاعة في نفوسهم، ويرسخ لديهم مبدأ عمل ما هو مطلوب دون مناقشة أو فهم، فينشأ الفرد منهم فاقد الثقة في نفسه، ويصبح في المستقبل بلا رأي ينتظر من يوجهه، لأنه تربى بطريقة أساءت استخدام عقله». وفور انتشار صورة الطفلتين، على مواقع التواصل الاجتماعي، تعددت تعليقات المستخدمين على المشهد، لكنها اتفقت جميعها على إدانة استغلال الأطفال بهذه الصورة، ومصطفى عبد التواب تعليقًا على الصورة: «لم تقم الثورة حتى نرى الأجيال القادمة والبيادات فوق رؤوسهم.. يكفيكم اغتيال أحلامنا نحن أبناء هذا الجيل.. ارحموا المستقبل من عبثكم». في حين، ذكرت أيه رمضان: «علم ولادك الذل.. علم ولادك الخضوع.. علم ولادك الرضا بالفقر.. علم ولادك الخوف.. وافتخر فأنت مصري»، وقال ياسر سليم تعليقًا على الصورة «العبودية أسلوب حياة». وسبق أن حذر المجلس القومي للطفولة والأمومة، في وقت سابق، من استغلال الأطفال سياسيًا، موضحًا أنه شكل غرفة عمليات طارئة للإبلاغ عن استغلال الأطفال.