قال وزير الآثار محمد إبراهيم، فى تصريح ل«الشروق»، إنه لم يتم حتى الآن حصر القطع الأثرية التى تأثرت بانفجار السيارة المفخخة أمام مديرية أمن القاهرة أمس الأول، والتى يضمها متحف الفن الإسلامى بباب الخلق، مضيفا أن وزارة الدولة لشئون الآثار سوف تصدر بيانا تفصيليا لتوضيح حجم الخسائر، مع أعداد القطع الأثرية التى تأثرت، وأن سياجا أمنيا قويا يحيط بالمبنى الآن، لمنع أى من عمليات السرقة أو الانتهاك، مع السماح لعدد قليل من الأثريين المتخصصين فى الآثار الإسلامية، للدخول وتولى عملية الحصر وتقدير حجم الخسائر داخل المتحف. وأوضح بيان صحفى، عن وزارة الدولة لشئون الآثار أمس أن منظمة اليونسكو سوف توفد بعثة فنية، من خبراء المنظمة منتصف الأسبوع الجارى، لتقييم موقف المتحف الإسلامى وتقدير حجم ما أصاب مقتنياته من أضرار تمهيدا لتعبئة جميع إمكانات المنظمة الدولية للمساهمة فى مشروعات الترميم الخاصة بمبنى المتحف ومقتنياته الأثرية. وقال الوزير فى البيان إن مديرة اليونسكو إيرينا بوكوفا قدمت مساهمة مالية فورية من ميزانية قطاع الثقافة بالمنظمة قدرها 100 ألف دولار، لصالح مشروع ترميم متحف الفن الإسلامى ومقتنياته الأثرية تمهيدا لإطلاق حملة تبرعات دولية لتنفيذ مشروع الترميم والتى قُدرت تكلفته المبدئية 100 مليون جنيه. وأضاف أن الناحية الشرقية للمتحف هى التى تأثرت نسبيا جراء الحادث أمس، حيث تساقطت أجزاء من الأسقف الخشبية المعلقة وعدد من مقتنياته الأثرية، والتى جارٍ حصرها الآن. جاء ذلك خلال تفقده صباح أمس السبت بعد الحادث الإرهابى الذى وقع أمس الأول أمام مبنى مديرية أمن القاهرة المواجه للمتحف، مما أدى إلى أضرار بالمبنى ومقتنياته الأثرية. وحتى مثول الجريدة للطبع، هناك شكل من أشكال التضارب فى تقدير الخسائر الخاصة بالقطع الأثرية، فبينما قال وزير الآثار فى تصريحات صحفية، بعد جولته الأولى بالمتحف، إن مقتنيات المتحف تأثرت بشكل بالغ، قالت الأثرية، أمنية عبدالبر، المتخصصة فى التراث الإسلامى، وإحدى أعضاء الفريق الأثرى داخل المتحف، عبر صفحتها على فيس بوك، إن معظم القطع فى حالة جيدة، وأن بعضها سيحتاج لعمليات ترميم نظرا للتلفيات التى أحدثها انهيار السقف الساقط وتكسير الفترينات. أضافت: «للأسف فقدنا العديد من المقتنيات الزجاجية، فقد تكسرت العديد من المشكاوات، إلى جانب الشبابيك الجصية، لكن أغلب مجموعة السيراميك والمعادن بحالة جيدة. مجموعة السجاجيد والمنسوجات كمان بخير. لكن بعض القطع الخشبية تضررت». لكن الأمر الذى لا لبس فيه، هو تأثر المبنى الخارجى والداخلى للمتحف بشكل كبير، بما فيه الديكورات وأماكن العرض المتحفى. الخسارة التى يشكلها تدمير المبنى، تأتى من حجم الأهمية البالغة للمبنى نفسه، حتى لو كان مجرد مبنى خال من المقتنيات، حيث إنه «المبنى» أحد الآثار الإسلامية المهمة، حيث إنه يرجع لعام 1903، عندما تقرر افتتاحه تحت مسمى «دار الآثار العربية»، بعدما لم يعد المقر الأول لترميم القطع الأثرية الإسلامية، بجامع الحاكم بأمر الله صالحا من حيث المساحة والتجهيزات. تم تطوير وترميم المتحف أكثر من مرة عبر هذه السنوات، حتى أغلق أبوابه عام 2003، لتستمر عملية تطويره الأخيرة سبع سنوات، ليفتتح عام 2010 فى احتفالية كبرى، بعدما تكلف ملايين الجنيهات.