أغانى المهرجانات ظاهرة تعبِّر عن زمن العشوائيات ذهلت عندما رأيت «أوكا وأورتيجا» فى لجنة تحكيم برنامج لاكتشاف النجوم «تنازلنا عن تاريخنا عندما فرطنا فى الغناء الأصيل، وأهنّا حضارتنا عندما تصدرت المشهد اغانى المهرجانات» هكذا وصف الموسيقار حلمى بكر خطورة الوضع الراهن فى ساحة الغناء، خلال ندوة الأغنية المصرية التى أقيمت ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب مساء أول أمس. وأبدى بكر دهشته من الاهتمام الإعلامى ب«ناس تغنى عبر الترانزوستر»، على حد وصفه، وقال إنه أصيب بحالة ذهول عندما شاهد على احدى القنوات برنامج لاكتشاف المطربين الشعبيين، ووجد لجنة التحكيم تضم اوكا واورتيجا. وعلق: فى زمن عبدالوهاب وعبدالحليم، من لا يملك موهبة الغناء لم يكن يملك البجاحة لأن يقدم نفسة كمطرب كما يحدث الآن. وارجع بكر ظهور ما يعرف بأغانى المهرجانات إلى ظاهرة العشوائيات، وقال : هذه الاغانى تمثل 25 مليون مصرى يعيشون فى الأحياء العشوائية، وهى تنتقل كالعدوى، حيث تخرج من السيارات فى شوارع القاهرة، وكأن قائدى تلك السيارات يستعرضون امكانيات جهاز الكاسيت والسماعات فى سياراتهم، لانهم بالتأكيد لا يسمعون أغانى. وتهكم الملحن الكبير من الثنائى الذى اعتلى قمة الاغنية الشعبية، وقال ان اسطورة الغناء العالمية فرانك سيناترا عندما انتشرت أغنياته خارج الولاياتالمتحدة، اطلقوا عليه لقب المغنى الشعبى، وهو ما يؤكد اهمية هذا اللقب وأنه لا يطلق إلا على فنان حقيقى. وألقى بكر بالمسئولية على الجمهور الذى يجامل كثيرا، أو يستحى من إعلان الرفض لما هو ليس فن حقيقى. وأشار لتجربة الفنان أحمد عدوية التى ظهرت فى السبعينيات لتعبر عن طبقة معينة، ويقدم كلمات بدت غربية على الاغنية المصرية فى ذلك الوقت، وقال ان نجم احمد عدوية بدأ يلمع عندما اخذت بعض الطبقات تستدعيه لحفلاتها كنوع من تقديم شيء مختلف، وبفضل تلك الطبقة انتشرت موجه احمد عدوية. وتابع : صوت عدوية رغم هذا يتميز بجرس جميل، فضلا عن انه يتمتع بصوت مقاماتى، ومن هنا فإن مقارنته بمن يتصدرون الاغنية الشعبية الآن غير عادلة، لأن من يدعون انهم مطربون ليس لديهم اية امكانيات تؤهلهم للغناء على الإطلاق. وأشار بكر إلى تجارب عمالقة الغناء فى تقديم الأغانى الشعبية، وذكر منهم تجربة عبدالحليم حافظ، وكذلك عبدالوهاب الذى قرر فى فترة من حياته ان يقدم أغانى شعبية على طريقته، فقدم «تراعينى قراط اراعيك قراطين»، و«علشان الشوك اللى فى الورد احب الورد». وتناول بكر فى سياق حديثه الاغنية الوطنية، وقال إن ثورة يوليو كانت سببا فى نجاح عبدالحليم حافظ، ولكن فى نفس الوقت أكد حليم نجاح الثورة، وكان الغناء بمثابة البندقية.. وأبدى اسفه بأن الاغنية التى عبرت عن ثورة يناير كانت لحنا منسوخا لبليغ حمدى، وان الثورة لم تقدم ابداعا حقيقيا يعبر عنها. وأشار إلى ان اغنية تسلم الايادى رغم بساطتها «إلا أنها لاقت نجاحا كبيرا لأنها جاءت فى وقت كان الناس يبحثون عن اغنية يعبرون بها عن الامتنان لجيش مصر الذى حمى ثورتهم»، مؤكدا أن تأثر مصطفى كامل بلحن «هل البدر بدري» هو شيء محمود، ويكفى انه ذكرنا بملحن عظيم هو عبدالعظيم محمد، موضحا بأن لحن الاغنية مختلف فى اجزاء اخرى. وتطرق بكر لظاهرة برامج ومسلسلات السيرة الذاتية التى انتشرت على شاشات الفضائيات، مستنكرا قيام مطربين مازالوا فى بداية الطريق، بالحديث عن مشوار حياتهم فى برامج ومسلسلات درامية. وأضاف: لا أعترف بأعمال السيرة الذاتية للفنانين...» لو عبدالحليم حافظ شاهد مسلسل «العندليب» لطلب اللجوء السياسى لأى دولة أخرى.