مرحلة المراهقة من اشد المراحل التى يمر بها الإنسان.. يتعرض الطفل لتغيرات فسيولوجية ونفسية تؤثر على سلوكياته مع من حوله خاصة ابويه.. يعانى الآباء وكذلك الأبناء من تلك المرحلة.. ويتساءل الجميع عن الكيفية التى يمكن التعامل بها للعبور الآمن بهذه المرحلة الحرجة إلى المستقبل بدون خسائر. فى مرحلة المراهقة يشعر الطفل السابق بأنه يكبر.. بقدرته على اتخاذ القرارات دون الرجوع لوالديه وهو امر مستحيل.. يشعر بملامح شخصيته تتكون لتصنع منه رجل أو امرأة المستقبل.. ويتجاهل فكرة تبادل الخبرات مع الآخرين فلا رأى يفوق رأيه ولا احد يشعر بمشكلاته مثله.. فيبتعد لنمو احساسه بالاضطهاد من الأكبر سنا أو يثور وتزداد عدوانيته تجاه اسرته وتجاه المجتمع.. اما الآباء فيتفاجأون بكائنات غريبة عنهم وبأن اطفالهم قد كبروا فجأة واصبح التعامل معهم امرا بالغ الصعوبة.. بعض الآباء يتعاملون مع الظاهرة بالتجاهل التام على اعتبار ان ابناءهم مجرد اطفال يحتاجون للحسم والشدة.. بينما يرى البعض الآخر الاكثر تعقلا ان الاستماع ومحاولة مصادقة الأبناء هو الطريق الأمثل.. وانت هل سألت نفسك كيف يمكنك التعامل مع ابنائك المراهقين لتحملهم إلى بر الأمان؟ اليك بعض النصائح: 1 الاستماع جيدا: عندما تتكلم معه لابد من الاستماع اولا.. فالاستماع إلى افكاره وابداء الاهتمام بها هو الخطوة الأولى لعرض افكارك ولإقناعه بوجهة نظرك.. عندما تحاوره دعه يقدم اسبابه اولا وقم بتحليلها جيدا.. حلل ما يقولون وما لا يقولون.. فهناك الكثير من الآراء المستترة خلف ارائهم المعلنة.. دعه يتكلم معك بصراحة.. ولاتحاسبه على مايقول.. كن نزيها فى حكمك على الأمور.. وكن حريصا فبعض مايقوله لك قد يكون بمثابة جهاز انذار لما يجب عليك القيام به تجاهه حتى لاتفقد علاقتك به إلى الأبد. 2 كن قدوة له: ان النصائح التى نقدمها لأبنائنا على طبق من ذهب ليست بالنسبة لهم اكثر من كلمات.. قد يقتنع بها البعض ولايقتنع بها البعض الآخر.. كما ان المراهق لايراك دائما على صواب فيما توجههه اليه.. فزمنك مخالف لزمنه.. ومشكلاتك تختلف عن مشكلاته.. المراهقون يتتبعون افعالنا اكثر من نصائحنا.. كيف تطلب منه ان يكون اكثر هدوءا عند المناقشة مع اصدقائه مثلا اذا كنت تصرخ فى وجهه كلما تحدثت اليه أو إلى اصدقائك.. كيف تطلب منه الا يكون كاذبا اذا كنت تكذب امامه فى ابسط الأمور.. ان القدوة هى الموجه الأول للأبناء وهى ابلغ من آلاف الكلمات التى نتشدق بها ولانعنيها.. كما ان اقوالك التى تخالف افعالك تفقده الكثير من الاحترام لك وتسبب له العديد من الأزمات النفسية لشعوره بالتناقض بين مايقال وما ينفذ. 3 لاتفرض رأيك: قد تكون على صواب فى كثير من الأمور بحكم خبرتك وتجاربك فى الحياة ولكن كيف تطلب منه ان يقتنع بأشياء لم يواجهها من قبل وتريده ان يؤمن بأنك دائما على حق.. ان اعتزاز المراهق بنفسه واحساسه بأنه فى سبيله لبناء شخصيته المختلفة يجعله يشعر بكل ماتطلبه منه على انه مجرد تسلط وفرض للسلطة الأبوية وهو مايرفضه تماما.. اعرض افكارك واشرح اسبابك حتى يقتنع بها اولا ثم اطلب منه ان يفكر فى الأمر لأنك فى النهاية تحترم رجاحة عقله وقدرته على وزن الأمور.. عندما ترفض سهره خارج المنزل قل له لماذا واترك له حرية التفكير حتى يكون مقتنعا فى النهاية ان رأيك هو الأصح لأنك لاتبغى فى النهاية سوى مصلحته وليس مجرد فرض لرأيك عليه بحكم ابوتك. 4 الاحساس بالحب: المراهق يعانى من تغيرات فسيولوجية تسبب الكثير من حالات الاكتئاب بسبب تغيرات الهرمونات.. يشعر دائما بأنه مضطهد.. منبوذ فى كثير من الأحيان.. فيصبح اكثر انطواء أو اكثر عدوانية.. عندها يحتاج لصديق.. لقلب محب.. يشعر به ويصادقه.. اصطحبه معك لجلسة خاصة خارج المنزل.. لمناقشة مشكلاته.. أو للتنزه معا بعيدا حتى عن باقى افراد الأسرة.. راقب تصرفاته من بعيد وعندما تشعر بالتغيرات فى سلوكه تدخل بدون تطفل.. فهو بحاجة لأن يشعر بأن هناك من يشعر به وبمزاجه المتقلب. 5 اشغل وقته: ممارسة الرياضة وتوجيه وقت الفراغ إلى ماهو مفيد من اهم الواجبات التى يجب على الآباء الحرص على القيام بها.. ربما يبدأ الأمر فى السنوات الأولى ولكن فى مرحلة المراهقة كثيرا ما يفقد الابناء الرغبة فى ممارسة التمارين والاستمرار فى قضاء معظم الوقت فى الرياضة.. لذا لابد من تشجيعه حتى يشعر بأنه يقوم بشىء مفيد يجعلك فخورا به.. اذا لم يكن رياضيا يمكنك اصطحابه معك للعمل أو تكليفه بالقيام ببعض المهام المنزلية ليشاركك فى مهامك. 6 لاتستهن به: السخرية من اراء الابناء وتسخيف مايقولون امر بالغ الخطورة.. لاتشعره بالإحباط اذا كانت اهتماماته بسيطة تعدها انت من التفاهات.. فما يمثل لك شيئا تافها قد يكون فى غاية الأهمية له.. شعوره بالاحباط لأنه لم يصل طوله لطول صديقه المماثل فى السن.. أو اصابتها بالسمنة أو احساسها بأن شعرها مجعد.. كل تلك الأمور التى نستهين بها قد تؤدى إلى الاحساس بالفشل والإحباط وبالتالى التقوقع داخل النفس.. ولاتنس ان اعلى نسبة انتحار فى العالم تأتى فى سن المراهقة مما تعد من اخطر المراحل العمرية. 7 احترام خصوصياته: عندما يبدأ الآباء فى تفتيش حجرة الابناء والانصات لمكالماتهم.. يشعر هؤلاء باهتزاز الثقة فى انفسهم وبعدم الأمان فيصبح اكثر عنادا ويتعلم الكذب لإخفاء مالايريد ان يعرفه الآخرون عنه.. احترام الخصوصية لا يعنى اهمال تتبع الأمر مع ملاحظة التغيرات على ابنك أو ابنتك ولكن كن حريصا حتى لا تفقده. 8 التعامل بهدوء: الصراخ والعصبية الزائدة عند مناقشة الأبناء أو لحل المشكلات يسبب تفاقم المشاكل ولايحلها.. يمكنك فرض ماتقتنع به بحزم وحب وليس بتسلط وعصبية.. ان التعامل مع الأمور بحدة ينتج عنه ثورة اكبر وعناد قد يسبب كوارث فى علاقتكما وقد يصل الأمر لحالة من الانطوائية وعدم الرغبة فى المشاركة مما ينعكس على شخصية الأبناء فى المستقبل.