قال فيدل سنداجورتا، سفير إسبانيا فى القاهرة إن عملية التحول الديمقراطي تختلف من دولة إلى أخرى وفقًا للظروف والمرحلة التاريخية والظروف التي تمر بها، مؤكدًا على أن بناء النظام الديمقراطي يعتمد على ضرورة تفعيل كافة جوانبه بصفه مستمرة وتقوية أدائه، لكي لا يعود الى نقطة البداية. وأوضح سنداجورتا، خلال كلمته بورشة العمل الذي عقدها اليوم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بالتعاون مع وكالة التعاون الفني الإسباني تحت عنوان: " خارطة الطريق- نحو تحول ديمقراطي آمن في مصر". مرحلة التحول الديمقراطى الإسباني كانت فى القرن العشرين، حيث كانت هناك انقسامات كبيرة فى المجتمع وانتهت بحرب اهلية فى الثلاثينات وتم انتظار نحو 40 عامًا لبناء نظام ديمقراطي، وبين السفير أن مصر لها ظروف مختلفة عن إسبانيا لابد من التعرف عليها بجانب ضرورة استغلال طاقات الشباب والمرأة والرجل. ومن جانبه، قال الدكتور شريف بدر، رئيس المركز، أن مصر تمر بمرحلة مهمة حيث انتهينا من إقرار دستور جديد شارك في الاستفتاء عليه ملايين المصريين وتأييد لخارطة الطريق التي تتبناها الحكومة المصرية، وأبدى المصريون رأيهم بهدف حماية كرامتهم وتحقيق مشاركة سياسية فعالة بما لا يعطى المجال لأي نظام حاكم أن يستبد به. وأشار إلى انه في هذه المرحلة الراهنة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، أكدت مصر أن التحول الديمقراطي ليس مجرد اتخاذ قرارات بل عملية متكاملة تهدف إلى بناء الدولة. وأشار إلى أن الورشة تهدف إلى رفع الوعي العام حول مسار التحول الديمقراطي في مصر، واستخلاص الدروس المستفادة من التجربة الإسبانية في التحول الديمقراطي كواحدة من أهم قصص النجاح في مجال التحول الديمقراطي السلمي. واضاف أن وجود العديد من ممثلي المجتمع المصري يساهم في مشاركتنا بأفكارهم وآرائهم حول مستقبل الديمقراطية في مصر، ووضع توصيات وبدائل سياسات لصناع القرار لمواكبة التغيرات التي حدثت في مصر عقب الثورة. ومن جانبها ،قالت ميرفانا فراج، مدير الإدارة العامة للتعاون الدولى بمركز المعلومات ودعم واتخاذ القرار، إن ما تمر به مصر فى الوقت الراهن من إرساء مفهوم الديمقراطية يحتاج إلى معرفة تجارب الدول المماثلة، وجاءت الاستفادة في هذا الصدد وخاصة من التجربة الإسبانية. وأشارت إلى أن إسبانيا استطاعت تحقيق أهدافها من خلال كونها عضو فى "حلف الناتو" ونجاحها في الاهتمام ببرامج التعليم وتبني سياسات التحرر الاقتصادي، لافتة إلى أن التحول الديمقراطي أثمر عن عدة نواحي إيجابية وفوائد عديدة من خلال المشاركة السياسية، والتي من خلالها جاءت فكرة الشراكة مع الوكالة الإسبانية لفهم الجوانب المختلفة للتحول الديمقراطي وتحقيق المنافع. ومن جانبه، أكد بابلودى زابالا، مدير مؤسسة التحول الديمقراطي الإسبانية، أن المؤسسة تأسست منذ 7 أعوام بهدف التركيز على مبادئ التحول الديمقراطي" وأشار إلى أن المؤسسة تقوم بإجراء البحوث وعقد الندوات، لافتًا إلى التعاون بين المؤسسة ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء للاستفادة من الخبرة الإسبانية. وقال إن إسبانيا انتقلت من حقبة الحكم الديكتاتوري ل "فرانشيسكو فرانكو" إلى دولة ديمقراطية ليبرالية واستطاعت خلال ثلاثة عقود تحقيق سياسيات التنمية التي كان لها العديد من الآثار الإيجابية. وأشار إلى أن إسبانيا تبنت سياسات التحرر الاقتصادي وأصبحت دولة اقتصادية حديثة ذو طفرة ثقافية متقدمة، كما أثمرت الديمقراطية فوائد عدة في مجال حقوق الإنسان وحماية القوانين، وبين أنه ستتم عملية تبادل البحوث والتحدث عن إمكانية التحول وذلك بين إسبانيا ومركز المعلومات للاستفادة من خبراتها.