في إطار حديثه عن التوتر الحالي في العلاقات المصرية القطرية، وصف السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، قيام الوزارة باستدعاء السفير القطري، وتحذيره من التدخل في الشأن المصري بأنها خطوة غير مسبوقة في تاريخ علاقات مصر مع الدول العربية، قائلا: «مصر ليست معتادة أن تتخذ مثل هذه الخطوة مع الدول العربية». وأضاف «عبد العاطي»، في تصريحات لبرنامج «تلت التلاتة»، الذي يُعرض على فضائية «أون تي في»، اليوم الأحد، أن مصر عادة ما تحرص في علاقتها مع الدول العربية على النظر إلى الهوية العربية المشتركة، قبل اتخاذ أي خطوات تجاهها، لكن قطر لم تستجب للرسائل التي إرسالها إليها، قائلا: «لقد طفح الكيل من قطر، وعليها أن تتحمل عواقب تدخلها في الشأن المصري». وانتقد عبد العاطي النظر إلى أزمة مصر مع قطر على أنها بسبب قناة «الجزيرة فقط»، موضحا أن الأزمة أكبر من ذلك بكثير، قائلا: «هناك دعم وتمويل من قطر للمنظمات الإرهابية، بالإضافة إلى استضافتها لمتهمين مطلوبين في قضايا عدة في مصر»، مضيفا أن عليها الالتزام بالاتفاقيات الدولية، وتسليم هؤلاء المتهمين. أما فيما تعلق بالعلاقات المصرية التركية، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن مصر ليس لديها أزمة مع الشعب التركي، بل على العكس فهناك علاقة صداقة معهم، ولكن الأزمة مع رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، الذي أهان رموزنا الدينية والسياسية، على حد وصفه، موضحا: «أردوغان أهان الشيخ أحمد الطيب»، على حد قوله. وعلى صعيد آخر، بعيدا عن الخلافات، أشاد عبد العاطي بالدور الكبير الذي لعبته دول الخليج العربي في دعم مصر بعد ثورة 30 يونيو، قائلا: «دعم دول الخليج لنا يذكرنا بموقفهم تجاهنا أثناء حرب أكتوبر»، مضيفا أنه لا يمكن أن تعتمد مصر على الدعم السياسي والاقتصادي لدول الخليج طويلا، ولابد من إصلاح الأوضاع في مصر. وعند سؤاله عن أزمة المواطن المصري أحمد الجيزاوي، الذي أصدر القضاء السعودي حكما بسجنه خمس سنوات، وجلده 330 جلدة، أجاب عبد العاطي أنه لابد من احترام القوانين المحلية للدول الشقيقة، ولكن في مسار آخر يمكن انتهاجه، وهو أن يتم تقديم من جانب المتضرر للسلطات السعودية لإعادة النظر في الحكم، قائلا: «تم تقديم التماس لخادم الحرمين الشريفين لإعادة النظر في قضية الجيزاوي».