زينت صورة كبيرة لأسطورة الكرة البرتغالية أوزيبيو دا سيلفا فيريرا الصفحة الأولى فى جريدة الإندبندنت البريطانية، وذلك عقب رحيله فى يوم مولده فى الخامس من يناير. والصورة كانت لحظة وصول منتخب البرتغال إلى لندن لخوض منافسات كأس العالم عام 1966. وقد كان أوزيبيو بطلا لهذا المونديال وهدافه (سجل 9 أهداف)، خاصة بعد إصابة بيليه وخروجه من البطولة. وخصصت الإندبندنت الرصينة صفحة داخلية كاملة عن النجم البرتغالى. وهكذا تعاملت معظم الصحف البريطانية والعالمية مع رحيل أوزيبيو، تقديرا لمهاراته ولبطولته، فى عالم يحترم البطولة على كافة أشكالها.. •• أعلنت البرتغال الحداد ثلاثة أيام عقب وفاة أوزيبيو. وهو من أصل موزبيقى، فلا علاقة للأصول هنا باحترام الأبطال. وهو كان بطلا لأنه لمع فى عصر دى ستيفانو وبيليه وبوشكاش وجارينشا. وفى الوقت نفسه قررت البرتغال منح كريستيانو رونالدو أعلى وسام فى البلاد، الضابط الأكبر أو الأعظم.. تقديرا لإنجازاته فى عالم كرة القدم. وكان مقررا الاحتفاء برونالدو فى مطلع الشهر الجارى إلا أن الاحتفال تأجل إلى 20 يناير بعد رحيل أوزيبيو.. •• كرة القدم ليست لهوا ولا لغوا، ومثل عشرات الألعاب تتجلى موهبة البشر فى اللعبة، ويعتلى قمتها من المواهب الذين يكافحون ويتدربون ويتقنون عملهم ويخلصون له. ثم إن اللعبة تعلو فيها قيم الكفاح وعدم اليأس والتعاون الجماعى والروح الرياضية، وقبول المهزوم بانتصار الفائز وإنكار الفرد لذاته من أجل المجموع.. وهى قيم جعلت من نجوم كرة القدم أبطالا.. ويوما ما سوف تعرف كرتنا هذه القيم الجميلة.. وما عليكم سوى الانتظار، أعطاكم الله الصحة والعافية وطول العمر.. ••• •• يتعرض اتجاه محمد صلاح بعد فريقه بازل إلى التشويش، فحسب الأنباء التى تنشر هناك عروض من ليفربول وأرسنال، وزينيت الروسى، وأتلتيكو مدريد، وغيرها من الأندية الأوروبية. والاتجاه بالنسبة لناديه قد تحدده القيمة المادية، لكن الاتجاه بالنسبة لصلاح يجب أن يحسب فنيا وبرؤية مستقبلية، وما هو الفريق الذى يمكن أن يجد فيه مكانا أساسيا وينقله إلى مصاف نجوم أوروبا من خلال قوة المسابقة والأضواء التى تسلط عليها. وفى هذا السياق لا خلاف على الدورى الإنجليزى. فقد يكون عرض زينيت هو الأعلى مثلا، إلا أن اللعب فى صفوف ليفربول أو أرسنال بعد إصابة و«الكوت أفضل لصلاح من اللعب فى الدورى الروسى أو فى ليجا» برشلونة وريال مدريد. الذى يشبه الليجا المصرى (مع الاعتذار الشديد للكرة الإسبانية) فى أنه بين فريقين بالدرجة الأولى، وبالكتير بين ثلاثة.. مع الاعتذار الشديد للفرق التسعة عشر الأخرى). •• صلاح.. اجعل اتجاهك فنيا أكثر منه ماديا. فالنجاح حين يتحقق بجد يكون له ثمن تدفعه ومقابل تحصل عليه.. هذا ما تراه إدارة نادى المقاولون العرب التى أبدت استعدادها للتضحية بالمال الذى يمثل نسبتها من بيع صلاح، مقابل أن يلعب فى ليفربول أو فى الدورى الإنجليزى.. وهذا ما أنصحك به يا صلاح