عززت القوات العراقية، الثلاثاء، استعداداتها العسكرية قرب مدينة الفلوجة، الواقعة تحت سيطرة مقاتلين موالين لتنظيم القاعدة، إلا أنها أكدت أن مهاجمة هذه المدينة التي تعرضت لحربين أميركيتين عام 2004 أمر غير ممكن «الآن». فيما عاشت مدينة الرمادي المجاورة ليلة من الاشتباكات قتل فيها اربعة مدنيين وامتدت حتى صباح اليوم، حاولت خلالها القوات الحكومية دخول مناطق يسيطر عليها مسلحو القاعدة من دون أن تنجح في ذلك، قبل أن يقتل 25 مسلحا فيها بضربة جوية. وجاء ذلك في وقت أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن الولاياتالمتحدة قررت تسريع تسليم صواريخ وطائرات مراقبة من دون طيار إلى العراق لمساعدة السلطات في هذا البلد على مواجهة المقاتلين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال ضابط في الشرطة العراقية برتبة نقيب يعمل في موقع قريب من شرق الفلوجة «60 كلم غرب بغداد» لوكالة فرانس برس، إن «الجيش أرسل اليوم تعزيزات جديدة تشمل دبابات وآليات إلى موقع يبعد نحو 15 كلم عن شرق الفلوجة»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وكان مسؤول حكومي عراقي قد أبلغ وكالة فرانس برس الأحد أن «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة»، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الاثنين عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد «الإرهابيين» لتجنيب المدينة العملية العسكرية المرتقبة. واستبعد اليوم المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة «الآن». وقال العسكري في تصريح لفرانس برس «لا يمكن اقتحام الفلوجة الآن حفاظا على دماء أهاليها». وأضاف «هناك تريث حتى الآن في حسم معركة الفلوجة، وندعو نحن أهالي الفلوجة لعدم إعطاء فرصة للمجرمين للعبث بأمن مدينتهم وعليهم إخراج المسلحين منها»، مشيرا إلى أنه رغم ذلك إلا أن السلطات تتلقى «استغاثات من العشائر والأهالي لتخليصهم من عناصر القاعدة».