صرخت الطفلة سلمى داخل السوبر ماركت «الحقونى.. الحقونى» وفجأة تجمع حولها العديد من الأشخاص لإنقاذها من رجل حاول التحرش بها، وانهمرت هى فى البكاء وعادت إلى المنزل لتروى إلى والديها ما تعرضت له، هذا مشهد خلال أحداث فيلم الكارتون «مهم جدا». سلمى تلميذة فى الصف الثانى الابتدائى، وهى بطلة فيلم «مهم جدا» الذى أنتجته شركة نهضة مصر فى إطار حملة «شارع آمن للجميع» التى أطلقها المركز المصرى لحقوق المرأة منذ خمس سنوات، لمناهضة وتجريم التحرش الجنسى فى مصر خاصة بالأطفال. «البنت مخلوق ضعيف وهى الأكثر عرضة للتحرش» تقول أمل فرح كاتبة الفيلم لهذا السبب تم اختيار سلمى البطلة الكارتونية لفيلم «مهم جدا» لتشجيع الفتيات على الذهاب إلى الوالدين ورواية ما حدث لهم، لأنها لن تستطيع الدفاع عن نفسها بصمتها. «كنت عايزة أعمل فيلم يوجه الطفل يعنى إيه تحرش بأسلوب لا يخدش الحياء ويناسب المجتمع»، أمل حاصلة على جائزة اليونسكو الدولية للتسامح فى كتب الأطفال. أمل واجهت مشكلتين فى إعداد الفيلم، الأولى هى صعوبة التعبير عن مفهوم التحرش، خاصة أنها توجه حوارها للأطفال، «صعب جدا نعبر عنه حاجة تحمل معنيين خاطئ وصحيح، كنت عايزة الطفل يفرق بين حضن برىء من أحد الجيران أو الأقارب والأصحاب، ولمسة مريبة من شخص معروف أو غير معروف». وأما المشكلة الثانية فكانت توعية الطفل بأنه يمكن استخدام مشاعر نبيلة فى أهداف غير نبيلة، الفرق صعب يفهمه شخص كبير وناضج «إزاى يخاف من حاجة مش من كل حاجة، وخصوصا إن المشاعر بتظهر من خلال النظرة والطفل قد لا يجيد التفرقة». حاولت أمل تبسيط المعلومة للطفل بتقسيم النظرة والكلمة واللمسة إلى ثلاث مسميات: طيبة وسخيفة و«غريبة وغير مريحة». وتذكر سلمى مقولة الأم «مهم جدا نعرف النظرة اللى بتتوجه لينا»، توضحها أمل خلال الأحداث، من خلال عدة نظرات مختلفة توجه لسلمى مصحوبة بكلمة «إيه الحلاوة دى» من بواب العمارة الذى يداعبها على أنها طفلة صغيرة، وفتاة التقتها فى الطريق تقولها بطريقة ظريفة كما وصفتها سلمى، وهناك رجل يقولها بطريقة سخيفة وهو يسخر منها بسبب تعثرها فى الطريق، وسيدة تقولها بطريقة مريبة وهنا تعلق سلمى «الكلام أنواع والنظرة هى اللى بتفرق»، وقصدت أمل هنا أنه «مش لازم الذكر يتحرش بالأنثى لكن يوجد تحرش مثلى». نهاد أبوالقمصان مدير المركز المصرى لحقوق المرأة تصف تجربة «مهم جدا» بأنها بر الأمان للطفل، حيث تتم توعيته ضد التحرش بطريقة آمنة تجعله يثق فى الآخرين، لكن مع وعيه وحرصه على نفسه وقدرته على التفرقة بين أنواع ومقاصد كل نظرة وكلمة ولمسة موجهه له. «خشينا أن نبث الرعب فى نفوس الأطفال من كل المحيطين بهم، بينما نحاول توعيتهم». أمل فرح عرضت الفيلم على أطفال عائلتها فى البداية، لترى ردود الأفعال على الأعمار المختلفة، بداية من ابنتها وعمرها 14 عاما، حتى أصغر طفل فى العائلة وعمره 7 أعوام. «ابنتى فقط بل أطفال العائلة كلهم حفظوا أغنية الفيلم، لاحظوا بسهولة بعض اللمسات البصرية البسيطة منها تغير ملابس سلمى التى دلت على وجود التحرش فى كل مكان». الفيلم الكارتونى مدته 10 دقائق يستهدف فئة عمرية معينة من 7 إلى 12 عاما، ويمكن تحميله عبر موقع المركز www.ecwronline.org