استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع اليوم الإثنين ضد آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في اسطنبول، في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بكسر يد من وصفهم ب "المتآمرين". واندلعت الاشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة في ساحة كاديكوي مع تجدد الاحتجاجات التي تذكر بما شهدته المدينة في وقت سابق من العام الجاري. وندد أردوغان بمن وصفهم بأنهم يقومون بوضع "فخاخ" معادية لتركيا لتقويض حكمه. ووجهت اتهامات لأربعة وعشرين شخصا حتى الآن في إطار التحقيقات الجارية، بما في ذلك نجلي وزير الداخلية معمر غولير ووزير الاقتصاد ظافر كاجلايان، فضلا عن العديد من كبار رجال الاعمال. مصرف "خلق بنك" قال مصرف "خلق بنك" التركي المملوك للدولة، والذي اعتقل مديره التنفيذي في إطار التحقيقات في اتهامات بالكسب غير المشروع، إنه امتثل للقانون خلال الأعمال التجارية التي قام بها مع إيران في إطار العقوبات المفروضة على طهران. وأصدر المصرف بيانا قال فيه: "تقوم السلطات المعنية بانتظام بالتدقيق في المعاملات التجارية التي يقوم بها المصرف". وأضاف البيان: "الوساطة المالية التي يقدمها مصرفنا فيما يتعلق بأنشطة التجارة مع ايران تتم وفقا للقوانين". ويأتي هذا البيان في أعقاب اتهام الرئيس التنفيذي للمصرف سليمان أصلان يوم السبت بالحصول على رشاوى، في حين اتهم رجل الأعمال الأذربيجاني رضا زراب بتشكيل جماعة قدمت رشاوى لمسؤولين للمساعدة في التمويه في مبيعات الذهب غير القانونية إلى إيران عبر مصرف "هالك بنك". ووردت تقارير بأن الشرطة قد عثرت على 4.5 مليون دولار نقدا داخل صناديق أحذية في منزل أصلان. ودافع أردوغان يوم السبت عن مصرف "خلق بنك"، مشيرا إلى أنه كان مستهدفا من قبل من وصفهم ب "متآمرين خارجيين". وقال أردوغان: "رفعنا القيمة السوقية للمصرف إلى 25 مليار دولار. إنهم يستهدفون هذا المصرف الوطني الناجح"، مضيفا: "هذا المصرف يخيف أعداء تركيا". وتعرض المصرف لانتقادات حادة من بعض الأوساط في الولاياتالمتحدة بسبب معاملات غير قانونية مزعومة مع طهران. وقال المصرف إنه توقف عن المعاملات مع إيران اعتبارا من 10 يونيو/حزيران، عقب إعلان الولاياتالمتحدة عن فرض مزيد من العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية. "أعمال استفزازية" وزعمت العديد من وسائل الإعلام الموالية للحكومة في مطلع هذا الأسبوع أن السفير الأمريكي لدى أنقرة فرانسيس ريتشاردوني قد أخبر بعض سفراء بلدان الاتحاد الأوروبي أن واشنطن طلبت من المصرف أن يقطع علاقاته بإيران، بيد أن السفير الأمريكي قد نفى هذه المزاعم بشدة. وأثارت هذه التقارير غضب أردوغان الذي حذر من أنه قد يقوم بطرد بعض السفراء الأجانب بسبب "الأعمال الاستفزازية"، وهي التصريحات التي ينظر إليها على أنها تهديد مبطن للسفير الأمريكي لدى تركيا فرانسيس ريكاردوني. وقال نائب رئيس الوزراء علي باباجان يوم الأحد إن مصرف "هالك بنك" قد خسر 1.6 مليار دولار من قيمته السوقية منذ اندلاع الفضيحة، ووصف التحقيق بأنه عملية تهدف إلى تقويض الاستقرار الاقتصادي في تركيا. وكان أردوغان قد وصف الحملة التي تشنها الشرطة على المصرف والتحقيقات الموسعة الأسبوع الماضي بأنها "عملية قذرة" من تدبير الخارج ضده. وتقوم تركيا بشراء الغاز الطبيعي والنفط من إيران بموجب نظام غير مباشر، حصل بمقتضاه المصدرون الإيرانيون على حسابات بالليرة في مصرف "هالك بنك" واستخدموا تلك الأموال لشراء الذهب. وكان يتم شحن الجزء الأكبر من هذا الذهب من تركيا إلى دبي، ثم تقوم إيران باستيراده أو بيعه للحصول على العملة الصعبة.