بدأت إيران والقوى العالمية الست محادثات على مستوى الخبراء، اليوم الاثنين، لوضع التفاصيل الجوهرية لتطبيق اتفاق تاريخي يطالب طهران بالحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة عليها. وينظر إلى الاتفاق المبدئي على أنه خطوة أولية نحو حل أزمة تفجرت منذ عشرة أعوام، بسبب الشكوك في أن إيران تسعى سرا لاكتساب القدرة على تصنيع أسلحة نووية. واجتمع مسؤولون من إيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا في فيينا في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي ستقوم بدور رئيسي في التحقق من تنفيذ إيران الجزء الخاص بها من الاتفاق. ومن المتوقع ان تحدد نتائج الاجتماع متى ستوقف إيران أنشطتها النووية الأكثر حساسية ومتى ستخفف عنها العقوبات في المقابل. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه سيكون لها "مشاركة" في المناقشات المتوقع أن تستمر غدا الثلاثاء. ومنعت وسائل الإعلام من حضور الاجتماع الذي يعقد في أجواء من التكتم الشديد. ونقل تلفزيون برس تي.في الرسمي الإيراني عن نائب وزير خارجية إيران عباس عراقجي، قوله إن المحادثات تهدف إلى "وضع آليات" لتطبيق اتفاق جنيف. وقال إن مسؤولين إيرانيين ومسؤولين من البنك المركزي سيشاركون في الاجتماع. وقال دبلوماسيون غربيون إنه يتعين تسوية المسائل التفصيلية التي لم يتم بحثها خلال المحادثات التي جرت في جنيف من 20 إلى 24 نوفمبر، كي يتسنى إدخال الاتفاق حيز التنفيذ. وتتعلق هذه المسائل بالكيفية التي ستنفذ بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورها وموعد ذلك. وقال الدبلوماسيون إن بدء تخفيف العقوبات سيتوقف على تنفيذ إيران للجزء الخاص بها من الاتفاق. ويهدف الاتفاق إلى وقف الأنشطة النووية الإيرانية لمدة ستة أشهر لإتاحة الوقت لإجراء مفاوضات بشأن تسوية نهائية للأزمة. ويقول دبلوماسيون إن تطبيق الاتفاق قد يبدأ في يناير بعد الانتهاء من التفاصيل التقنية. وأتيحت فرصة تسوية النزاع سلميا بعد انتخاب الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني بأغلبية ساحقة في يونيو. وكان روحاني قد تعهد خلال حملته الانتخابية بتخفيف عزلة طهران الدولية، والعمل على تخفيف العقوبات التي اضرت بشدة بالاقتصاد الإيراني. ويقول دبلوماسيون إنه ما زال هناك الكثير من العراقيل الصعبة التي يتعين اجتيازها للتوصل إلى حل على الأمد الطويل، ومنها الخلافات حول نطاق وقدرة البرنامج النووي الإيراني. وفي دلالة على ذلك حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوى العالمية، أمس الأحد، على اتخاذ موقف متشدد مع إيران في المفاوضات الخاصة بالتوصل إلى اتفاق نهائي. ودعا نتنياهو هذه القوى بأن تطالب طهران بالتخلي عن جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم.