اذا كان سبب كراهيتك للنخبة السياسية هو قطع التليفزيون المصرى لحلقة مازنجر لإذاعة حلقات مجلس الشعب، وإذا انخفضت مصداقية أهل الفن لديك لأنك شاهدت على الحجار مرتين فى اليوم واحدة وهو يرتدى الشورت ويغنى (يا اسكندرية يا مدوبانى) ومرة الفجر مرتديا الجلباب والجبة وهو يغنى (صلينا الفجر فين)، فأنت من الجيل المسيطر على التركيبة السكانية فى مصر، وبعد عشر سنوات من الآن سيكون أبناؤك هم المسيطرون أيضا. فوفقا للأرقام الرسمية، فإن معدلات المواليد انخفضت فى مصر منذ بداية الخمسينيات، وحتى نهاية حرب 73، ثم بدأت فى الارتفاع مرة أخرى، حتى عام 1993، حيث انخفضت معدلات المواليد بشكل ملحوظ، مع بدء تطبيق برنامج تنظيم الاسرة، مما أدى الى تركز نسبة عالية من مواليد مصر فى فترة الثمانينيات. كما شارك معدل الوفيات أيضا فى تركز المواليد فى الثمانينيات، حيث انخفض معدل وفيات الأطفال فى الثمانينيات إلى أقل من 9 أطفال لكل ألف طفل، بينما كان المعدل 13 طفلا فى السبعينيات، مما أدى إلى أن يكون ربع سكان مصر تقريبا من هذا الجيل وفقا لتعداد 2006. يقول راجى أسعد، المدير الإقليمى لمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا فى المجلس السكانى، أن مصر كانت من المفترض أن تشهد مرحلة من انخفاض البطالة فى سنوات ما بعد الثورة والأزمة المالية، لأن جيل الثمانينيات بدأ فى التوظف فى أواخر التسعينيات وحتى منتصف العقد الأول من القرن الجديد، إلا ان هذا لم يحدث بسبب الركود الاقتصادى، وهو ما أدى لارتفاع معدل البطالة بشكل طفيف. ووفقا للمسح التتبعى الذى قام به منتدى البحوث الاقتصادية بمشاركة الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن معدل البطالة ارتفع بعد الثورة من 8.5% فى 2011 إلى 8.7% فى 2012، وهو أقل من الرقم الرسمى 12.4% فى نهاية 2012. «ثلاثة أرباع مشكلة البطالة تأتى من الوافدين الجدد لسوق العمل، وهى المرحلة التى تجاوزها جيل الثمانينيات»، على حد قول أسعد خلال المؤتمر الذى نظمه المنتدى لمدة يومين تحت عنوان «سوق العمل المصرى فى عصر الثورة». وتبلغ ذروة طلب العمل عند سن 22 سنة، وبلغ جيل الثمانينيات هذه الذروة فى 2006، لأن أكثر المواليد كانوا فى 1984، أما الأن فالنسبة الكبرى من جيل الثمانينيات عند سن 29 سنة، وهى السن صاحبة أعلى معدلات الخصوبة. «هذا يعنى أن لدينا كثيرا من النساء المصريات فى أفضل فترات إنجابهم»، وفقا لكارولين كرافت، زميلة أسعد فى تقييم نتائج المسح التتبعى لسوق العمل فى مصر. وتشير كرافت أيضا إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا فى معدلات الخصوبة لدى السيدات المصريات، «فى الفترة الماضية كان معدل الخصوبة يدور حول 3 أطفال لكل امرأة، الآن معدل الخصوبة 3 أطفال ونصف». وهذا يعنى أن مصر لديها الآن أكبر عدد من المصريات «صاحبات أعلى معدل خصوبة»، وهن ايضا ينجبن أعدادا أكبر مقارنة بمن كن فى نفس أعمارهن منذ سنوات. «وبالتالى سنواجه موجة كبيرة من الطلب على سوق العمل بعد عشر سنوات من الآن، عندما يبدأ أبناء جيل الثمانينيات فى البحث عن فرصة عمل، وعلى الدولة الاستعداد لذلك وتحقيق معدلات نمو تستوعب هؤلاء»، وفقا لأسعد. كرافت تشير إلى أزمة اخرى، وهى أنه من الملاحظ أن النساء تنسحب من سوق العمل، فبينما كانت النساء تشكل 54% من العاطلين فى 1998، أصبحت الآن تشكل 63% «خاصة النساء ما بين 40 و50 سنة فى الأرياف، فاذا لم تعمل فى الحكومة تتوقف عن العمل بعد الزواج ولا تعمل فى البيع والشراء، كما كان حادثا من قبل»، وفقا لكرافت التى أكدت أن ترك العمل والعودة للمنزل يؤدى إلى زيادة معدلات الانجاب أيضا.