أثارت تصريحات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل لجريدة السفير اللبنانية فى عددها الصادر أمس الخميس، جدلا واسعا فى وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية المصرية والعربية. وكانت النسخة الإلكترونية للصحيفة اللبنانية قد قالت ما نصه إن هيكل قال إن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى لن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية، وهو ما فهمه البعض باعتباره قرارًا نهائيا من وزير الدفاع بعدم خوض الانتخابات الرئاسية. الشروق اتصلت بالكاتب الكبير عقب وصوله إلى مطار القاهرة، ظهر أمس عائدا من العاصمة اللبنانية بيروت، فأكد أن ما قاله نصا إن «السيسى لا يترشح للرئاسة»، لكن كلامه كما هو منشور بالضبط فى النسخة الورقية من السفير لم يتطرق إلى تعبير «لن يترشح»، مضيفا أنه لا يملك المصادرة على التطورات المقبلة. «الشروق» سألت الكاتب الكبير عما إذا كان السيسى لن يرشح نفسه، فهل يعنى ذلك أنه سيرفض الترشح إذا ضغط عليه قطاع واسع من الشعب والقوى السياسية، فرد بوضوح: «هذا موضوع آخر، ويخضع للظروف، مضيفا أن مشكلة مصر هى غياب البدائل، مشيرا إلى قول السيسى قبل أيام مخاطبا الذين يطالبونه بالترشح إنه لا ينوى ذلك حتى لا يتعبهم بفعل المشكلات الكثيرة. كما أشار الكاتب الكبير إلى أن إحدى المشكلات الحقيقية التى تواجه مصر الآن هى غياب البدائل المدنية كمرشحين للرئاسة فى الانتخابات المقبلة. كان هيكل قد اختتم أمس زيارة لبيروت استمرت أياما عدة، التقى خلالها كبار السياسيين اللبنانيين وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزارء ورئيس البرلمان والأمين العام ل«حزب الله» حسن نصر الله. وفى لقاء مع أسرة جريدة «السفير» أمس الاول، تحدث هيكل عن الوضع السياسى فى مصر ومتطلبات الفترة الحالية للمرور بالبلاد إلى مرحلة الأمان.. وقالت جريدة «السفير» إن هيكل التقى مرتين الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصرالله، الأولى، مساء السبت الماضى، على مدى أكثر من ثلاث ساعات بحضور الزميل مصطفى ناصر، والثانية، عصر أمس الأول، وعلى مدى أكثر من ثلاث ساعات، بحضور ناصر والمعاون السياسى لنصرالله الحاج حسين خليل. وعلى ذمة «السفير» أيضا فإن هيكل التقى فى جناحه فى فندق «فور سيزون»، أمس الأول، السفير السورى فى بيروت على عبدالكريم على. وفى لقاء مع أسرة «السفير»، أكد هيكل أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى لن يرشح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية، بعكس ما يتداول من أنباء حول الموضوع، بل إن احدى الأزمات التى تواجه البلاد فى رأيه، هى غياب البدائل، بعد إسقاط حكم «الإخوان»، حيث إن الأحزاب المدنية غير قادرة على طرح نفسها كبديل، وهى باختصار «أحزاب بلا جماهير». وتواجه مصر اليوم مستحقات عدة، وتعانى بشكل أساسى من غياب الأمن والاستقرار، إلا أن «الثورة ليست عملية جراحية، بل هى بحاجة إلى وقت طويل لتعبر عن فكرها ورجالها وقدرتها على تحقيق الانتقال»، بحسب هيكل. ولذلك، فإن الدستور المصرى الجديد لن يكون دستورا دائما، فالدستور الدائم يكتب فى لحظة توافقية، ومصر اليوم فى لحظة خلافية. وبالنتيجة، فإن الطريق أمام المصريين ما زالت طويلة، ولكن هناك ضرورة للمضى قدما واتباع خريطة الطريق، فهذه هى الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الأمان. أما حول أزمة التيار الإسلامى، و«الإخوان المسلمين» بشكل خاص، وبرغم رفضه الكامل لإقصاء التيار الإسلامى، فقد رأى هيكل أن الجماعة أضاعت فرصتها، و«قفزت فى ظرف معين إلى أكثر مما يستطيع التيار الإسلامى أن يحصل عليه، وتصورت أنها باقية للأبد. وفجأة لم يعد لديها أى شىء، ودخلت فى حالة الإنكار». ولذلك، وفى ظل وجود طرف يريد أن يستولى على ما حصل عليه وأضاعه، فالمتوقع أن يُقابله شباب الثورة الذين نزلوا إلى الميادين بملايينهم بعنف يردعه ليكمل التغيير مساره..