كاد زاهير بلونيس أن يصل إلى نقطة الانهيار عندما جاءته المكالمة بعدما كاد أن ييأس. كان اللاعب الفرنسي البالغ 33 عاما قد وضع خطة للفرار من قطر بصورة غير قانونية وفكر في الانتحار ثم عاقر الخمر للحفاظ على ما بقي لديه من قوى عقلية ولكن في الثانية صباحا يوم الاربعاء الماضي وصلته الانباء التي كان ينتظرها على مدى 19 شهرا. أصبح حرا طليقا. وقال الصوت المنبعث من الهاتف " يجب أن تغادر غدا. حصلت على تأشيرة خروج"، واثر هذا كست ابتسامة عريضة وجه بلونيس. وأمضى بلونيس معظم العامين الماضيين في معركة للخروج من قطر اثر نزاع قضائي بشأن عدم تلقيهراتله من ناديه السابق "الجيش" الذي كان متعاقدا معه حتى عام 2015. وخلال مقابلة بي بي سي معه، تذكر بلونيس المعركة التي خاضها ضد السلطات في قطر وتحدث عن احلك اللحظات التي مرت به وعن اسباب تأييده حتى الان لإقامة كأس العالم لكرة القدم في قطر على الرغم من محنته. تفكير في الانتحار ويقول بلونيس "لقد دمروا حياتي. في نهاية المطاف كنت ابكي كل يوم. يكون الامر عسيرا للغاية عندما تفكر في الانتحار". وأدت قوانين العمل القطرية المثيرة للجدل الى حجز بلونيس داخل قطر رغما عنه. وكل موظف اجنبي في قطر مرهون بموافقة كفيله ولا يسمح له بترك العمل أو مغادرة قطر للعودة الى بلاده دون موافقة الكفيل. وعندما توقف راتبه، حاول بلونيس معرفة الاسباب، ورفع دعوى قضائية. وفي المقابل رفض ناديه منحه تأشيرة مغادرة. ورفض النادي التعليق عندما اتصلت به بي بي سي. وقال بلونيس "لازلت لا اعرف من اتخذ قرار اطلاق سراحي. كل ما أعرفه هو انه بعده المكالمة انطلقت مع زوجتي وطفلتي الى المطار". وأضاف "لا يمكنني أن أنسى ال 24 ساعة هذه. لم أنم واحتضنت طفلتي. لم اصدق اني سأغادر فعلا حتى بعد أن ذهبت الى المطار. لم اصدق حتى سمعت صوت ختم تأشيرة المغادرة يطبع على جواز سفري. ساعتها علمت اني حر". كان بلونيس في باريس منذ ستة ايام عندما قابلناه بالقرب من الشانزليزيه. بلونيس مع والدته في باريس قال إنه كان يعتزم الفرار من قطر بصورة غير شرعية والعودة الى فرنسا بحلول عيد الميلاد، ايا كانت العواقب. وقال إنه كان قد وضع خطة ولم يعد في وسعه الانتظار أكثر من ذلك. وقال بلونيس " ما لا يعرفه احد هو أني كنت اعتزم الهرب. لن أقول كيف كنت سأقوم بذلك لأني لا أريد أن أؤثر علي اي شخص. ولكني قررت ان اعود الى الوطن بحلول عيد الميلاد". وعندما سألناه عن اللحظات التي فكر فيها في الانتحار، وجد من الصعب تفسير اسباب تفكيره في انهاء حياته. وقال "أخي واصدقائي سيقولون لك إني رجل قوي". وأضاف "ولكن بعد هذه المعركة لم يعد لي خيار. الشيء الوحيد الذي منعني من قتل نفسي كان الخمر. ساعدني الكحول. كنت افكر في أمر آخر حتى الصباح". وما زالت حقوق الانسان تسبب حرجا لقطر وتقوض محاولاتها للفوز برضا جماهير كرة القدم المتشككين. كفالة وعبودية ولكن بلونيس لا يريد أن تحرم قطر من تنظيم كأس العالم لكرة القدم. ويرى البطولة كفرصة لتغيير قطر نحو الافضل ولمواجهة المشاكل التي تكمن تحت السطح. وفي الشهر الماضي اصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا يزعم أن العمالة الاجنبية تعامل مثل الماشية في قطر. وربطت منظمات حقوقية أخرى بين نظام الكفالة والعبودية. ويقول بلونيس إن قصته ليست فريدة من نوعها في قطر. وقال "سمعت أن قطر قد تغير القواونين الخاصة بلاعبي كرة القدم وقد يلغون نظام الكفالة. ولكن بالنسبة لي قيمة العامل ولاعب الكرة متساوية. اذا الغيت نظام الكفالة للاعب الكرة، يجب ان تلغيه للجميع". وأضاف "ستستضيف قطر حدثا رائعا. لن يكون كأي كأس قدم رأيته من قبل. اتمنى كل خير للشعب القطري. ولكني اقول لك حياتي كانت كارثة. لم أقترف اي خطأ ولكن النظام دمرني. دمرني". ويأمل بلونيس في العودة التي التدريب مع نادي فرنسي، ولكنه يشعر في قرارة نفسه ان تجربته في قطر انهت مستقبله في كرة القدم.