قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى إن عددًا من قيادات وضباط وزارة الداخلية، وتحديدًا ضباط بالأمن الوطني تلقوا عبر هواتفهم المحمولة مكالمات هاتفية ورسائل تهديد بالقتل، مشيرين إلى أن عددا من المنتمين لجماعات جهادية تستكمل مخططها لحملة اغتيالات خلال الفترة القادمة ضد عددًا من الضباط. وأضافت المصادر، في تصريح ل"الشروق"، أنه منذ محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، واغتيال المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطني، وصلت رسائل تهديد بالاغتيال إلى عددٍ كبيرٍ من الضباط عبر هواتفهم المحمولة، مؤكدين أن «إرهابيين» يرصدون تحركات عدد من الضباط الذين لهم علاقة بقضايا الإخوان، وهذا اتضح من خلال الاغتيالات السابقة لضباط الأمن الوطني. وأشارت إلى أن وزارة الداخلية وضعت إجراءات أمنية صارمة بعد تسريب أسماء عناوين ضباط الأمن الوطني، مؤكدًا أنه يتم الآن التحقيق مع 4 لواءات بالوزارة لضلوعهم في تسريب تلك المعلومات إلى «الإرهابيين»، رافضة الإفصاح عما وصلت إليه التحقيقات مع تلك القيادات. ومن جانبه، ذكر مصدر مسؤول بمديرية أمن الجيزة ل"الشروق" أن بعض المنتمين ل«الإخوان» و«التكفيريين»، كثفت من التهديدات بالقتل والتشريد ضد ضباط وأفراد المباحث بمديرية أمن الجيزة، منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة إلى الآن. وأضاف المصدر أن التهديدات التي تصل إلى الضباط وأفراد المباحث من خلال رسائلهم المحمولة، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ما هي إلا مجرد محاولات واهية لإضعاف الروح المعنوية لضباط الشرطة لعدم تنفيذ مهامهم الموكلة إليهم أثناء قيامهم بالتخطيط لتطهير المحافظة من العناصر الإجرامية. ولفت إلى أن أجهزة المباحث بالجيزة ألقت القبض منذ أيام على سيدة من أنصار مرسي تدعى «سمية.ع- 22 عامًا- وتقيم بالحي الرابع بالمجاورة الثامنة بمدينة 6 أكتوبر»، لتهديدها اللواء أحمد حسانين مساعد مدير أمن الجيزة، لفرقة وسط أكتوبر، بعد قيامها بإرسال رسائل هاتفية له تطالبه فيها بعدم الانصياع لأوامر قادته، والوقوف عن تنفيذ عمليات التطهير، وإلا تعرض للخطر هو وأفراد أسرته. وشدد على أن اللواءين كمال الدالي مدير أمن الجيزة، واللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، مقيمان بصفة دائمة بمبنى مديرية الأمن، منذ ما يقرب من شهرين، نظرًا للتهديدات التي يتلقياها بالقتل من المتهم الرئيسي بقتل ضباط كرداسة محمود رشاد، مؤكدًا أن مكاتبهم أصبحت مقرًا للعمل والنوم في آن واحد، وفرضت كردونا أمنيا مشددًا أمام المديرية والشوارع الجانبية لها. وأوضح المصدر أن رسائل التهديدات التي تصل إليهم كانت تطالبهم بعدم مقاومة تظاهرات أنصار الإخوان، وعدم إعطاء أوامر للجنود بإطلاق النار والخرطوش، والتوقف عن مداهمة منازل أنصار الرئيس المعزول، وتحديدًا في مناطق كرداسة وناهيا والصف وإلا تعرضوا للقتل، مشيرًا إلى أن جهاز الأمن الوطني ومباحث الاتصالات تمكنوا من تحديد أماكن تلك الهواتف وأسماء المتهمين بإرسال الرسائل. من جانبه، أوضح اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ل"الشروق" أن وزارة الداخلية لديها أجهزة متخصصة بجهاز الأمن الوطني والأمن العام تقوم بإعداد خطط التنكر والإجراءات اللازمة لمواجهة تلك التهديدات خاصة في تلك المرحلة التي تمر بها البلاد. وأضاف فاروق أن جميع التهديدات التي جاءت إلى مديرية أمن الجيزة تحديدا لم يتم تنفيذ أي منها، مؤكدًا أن هدفها الوحيد هو النيل الرئيسي من الروح المعنوية للضباط والجنود لعدم قيامهم بأعمالهم وواجباتهم في حفظ الأمن والاستقرار. وأشار فاروق إلى أن الأجهزة الأمنية بالجيزة بطبيعتها لا تنظر إلى تلك التكهنات التي تصدر من أعداء الوطن، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية بالجيزة تعمل بكافة طاقتها لمحاولة إعادة الأمن مرة أخرى.