لم يمنعهم الاحتلال الاسرائيلى من ممارسة حقوقهم وأنشطتهم البسيطة، شباب غزة قرروا السخرية من الظروف المحيطة بهم بقضاء أوقات فراغهم فى ممارسة رياضة «الباركور» التى تعتمد على تخطى الحواجز والمجازفة بالقفز فوق الأسطح. فى مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة عام 2005 تأسس اول فريق لممارسة اللعبة عرف باسم «غزة باركور» من 14 عضوا. اللعبة تبدو كأنها مطاردة بين أشخاص داخل أزقة مخيم خان يونس بجنوب قطاع غزة، وتعتبر من أخطر الرياضات الحديثة التى تعتمد على القفز والحركات والتركيز للانتقال من نقطة إلى نقطة أخرى بأكبر قدر من السرعة والمرونة والقوة البدنية العالية. نشر موقع «دويتشه فيله» تقريرا حول اللعبة ونقل تفاصيل منطقة التدريب وكيفية ممارسة تلك الرياضة، حيث يقوم فريق غزة باركور بالتدريبات الخاصة به فى منطقة مقابر المدينة، باعتبارها الفضاء الوحيد لممارسة هذه الرياضة واكتساب مهارات وحركات وقفزات جديدة. فضلا على التدريب أحيانا فوق مبانى هدمتها آلة الحرب الإسرائيلية. لعبةٌ أبهر هؤلاء الشباب مشاهديها، فلفتوا الأنظار دوليا تجاههم وحرصت العديد من وسائل إعلام عالمية بإجراء حوارات مع الفريق بالرغم من مطاردات شرطة حماس لهم فى كل مكان حتى فى المقابر لتمنعهم من ممارسة اللعبة. قطاع غزة صغير المساحة مما دفع اعضاء الفريق إلى اللجوء إلى فضاء الانترنت لتشجيع الشباب على الممارسة والتعرف على فنون لعبة الباركور، لتكون البداية لتشكيل أول فريق ممارس لها فى فلسطين. ويشكو أعضاء الفريق عدم توفر أماكن وساحات ونوادى تدريب لذلك يلجأون إلى المقابر وأماكن تكون بعيدة عن الأنظار وملاحقات الشرطة، بالإضافة إلى عدم وجود تأمينا صحى للعلاج فى المستشفيات لكونهم جميعا شبابا عاطلا عن العمل وفقراء، لا يملك حتى رسوم دخول المستشفى إذا ما تعرضنا لإصابات. لم تجد لعبة الباركور أدنى اهتمام لدى المسئولين فى وزارة الشباب والرياضة فى حكومة حماس، بالرغم من المناشدة المستمرة للمسئولين. ويصر الفريق الذى يقوم باستعراضات على أنقاض مبانى هدمتها آلة الحرب الإسرائيلية ليقول نتحدى الاحتلال لكننا نحب السلام والحرية ولنا فيديوهات واستعراضات كثيرة منتشرة على اليوتيوب مصحوبة بموسيقى التحدى والحياة والإصرار على التغلب على ظروف الحصار والإهمال. نريد أن نثبت للعالم أن فى غزة شبابا لو توافرت له الفرصة لأبدع، وتلقينا دعوة من احد الأندية فى ايطاليا، لكن الدعوة وجهت لعضوين فقط من الفريق للتعرف علينا، وننتظر وثبات كبيرة قد تنقلنا إلى الساحات العالمية.