حالة ترقب كبيرة لدى الفنانة هند صبرى انتظارا للبدء فى تصوير الجزء الثانى من فيلم «الجزيرة 2» مع المخرج شريف عرفة والفنان احمد السقا، وهى تشعر أن العودة لإنتاج الأعمال الكبيرة ذات التكلفة العالية واجب قومى تجاه الصناعة.. هند التى تعود للسينما التونسية قريبا فى عملين مختلفين، وتستعد لزيارة بيروت لدعم اللاجئين السوريين تفتح قلبها ل«الشروق» لتتحدث عن السينما ومصر وتونس. • سألتها فى البداية لماذا «الجزيرة 2»؟ يمكن توجيه السؤال لشريف عرفة وإن كنت أعتقد أنه ومنذ بداية صنع الجزء الأول كانت لديه النية فى هذا، وقد ترك العديد من الأشياء المفتوحة فى نهاية الفيلم ومصير منصور وكريمة، وأعتقد أن «الجزيرة» هو المعادل العربى لفيلم «الأب الروحى»، وذلك لوجود بعد ملحمى عن عالم منغلق على نفسه وشخصيات ذات أبعاد تراجيدية إغريقية، وهو ما يفتح الباب لوجود أجزاء تالية، وهو شىء مخيف لأن الجميع يترقب ما سنقدمه والجديد، وشريف عرفة أكد لى أن هذا التخوف يطمئنه لأنه يحفز أسرة العمل على تقديم أفضل ما لديهم سواء الممثلين الباقين من الجزء الأول أو من انضموا. • البعض يؤكد أن نجاح الجزء الأول يعود لتقديم عالم الصعيد الحقيقى، وهو ما ستفقدونه فى الجزء الثانى ألا يشكل هذا خطورة على تلقى الجمهور؟ ومن أخبرك بأن شريف عرفة لا يستعد بأسلحة أخرى لإبهار الجمهور؟ وخصوصا مع تطور التقنيات السينمائية، إضافة لتصميم جديد للملابس قامت به ناهد نصر الله والصعيد ملامحه تغيرت ونقاط القوة به قد تغيرت ولم نكن لنقدم الجزء الثانى لولا حدوث تغيرات على أرض الواقع. • ما الجديد فى أحداث الفيلم كيف سيتغير واقع أبطاله؟ كتبت على صفحتى على فيس بوك تساؤلا حول توقع الناس لأحداث «الجزيرة 2»، وكانت لدىّ إجابات قريبة جدا من أحداث السيناريو وإجابات أخرى أدهشتنى لكمية الخيال التى بها لكننى لا أستطيع الحديث عن الأحداث، وأعتقد أن هذا الفيلم يجب الحفاظ على خصوصياته، وأنا فقط أطالبكم بتخيل كريمة ومنصور بعد كل هذه الفترة الزمنية وكيف تغيرا وتطورا وكيف سيتغير التاريخ. وستظهر كريمة أكثر فعالية وجرأة فى الأحداث ففى الجزء الأول كانت تتحرك من وراء ستار، أما هنا فهى موجودة بدون ستار وما زاد من حب الجمهور لكريمة هو قصة الحب المستحيلة الشبيهة بروميو وجولييت، وهى ليست نموذجا هى شخصية استثنائية. • قدمت وأحمد السقا عملين فقط هما «الجزيرة» و«إبراهيم الأبيض» وحلقة تليفزيونية فى «عايزه أتجوز» لماذا يشعر الناس أنكما ثنائى يعملان معا كثيرا؟ لأن شخصياتنا فى الفيلمين شخصيات ملحمية وثقيلة ولم نقدم معا شخصيات رومانسية خفيفة شخصيات صادمة للجمهور ولا يوجد بيننا نفسنة أو تحدٍ بل نتلاقى فى منطقة تكمل قدراتنا، وأنا فخورة أننا تعاونا فى فيلمين كبيرين تركا كل هذا الأثر. • متى ستبدأون تصوير الجزيرة؟ أول ديسمبر المقبل، وحاليا يقوم المخرج شريف عرفة بوضع اللمسات النهائية على الفيلم، الذى يستمر تصويره من 6 ل8 أسابيع، وفى عدة أماكن، منها الأقصر ومعنا تقريبا نفس فريق العمل سواء أيمن أبوالمكارم كمدير تصوير وفوزى العوامرى كمهندس ديكور وناهد نصر الله كمصممة للملابس وهشام نزيه كموسيقى تصويرية، وأنا سعيدة أننا جميعا نلعب مثل هذه اللعبة مع فريق العمل نفسه، وأعتقد أن هناك موقفا وطنيا أو أخلاقيا من تقديم مثل هذه النوعية الآن، وشريف عرفة يريد إعادة السينما الكبيرة لتصدر المشهد، وفى العامين الماضيين تواجدت أفلام صغيرة بغض النظر عن مستواها الفنى، لكنها ساهمت فى استمرار الصناعة، ويجب الآن أن تعود الأفلام الكبيرة. • هذا يفتح بابا للتساؤل حول مخاطرة تقديم عمل كبير ومخاطرة الإيرادات فى ظل الظروف المتقلبة حاليا؟ بالطبع المنتجون قلقون، وهناك البعض ممن يتخوف من العمل، لكنها مخاطرة أخلاقية، فالسينما ساهمت فى حصول الكثيرين على المكاسب وهناك وقت مجازفة، وكلنا كممثلين خفضنا أجورنا لأكثر من النصف والسؤال: هل نرغب فى قتل الصناعة أم إنعاشها مرة أخرى، وفى تاريخ السينما هناك ظروف تاريخية صعبة وحروب، ومع ذلك تظهر أفلام تحقق إيرادات كثيرة وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر شارلى شابلن وحقق نجاحا أسطوريا. • قدمت تجربة «أسماء» الذى يصنفه الكثيرون ضمن السينما المستقلة التى يحاول البعض تقديمها كبديل للسينما التجارية.. فهل هما يتكاملان أم يتصارعان؟ ذكرنى تساؤلك هذا بنقاش على موقع تويتر بينى وبين المخرج أحمد عبدالله حول هذا الموضوع، وتساءلت عن أى شىء هى تستقل؟ هى مستقلة عن صناعة وتجارة من المفترض أن الفائض التجارى هو الذى يصرف عليها والسينما المستقلة صنعت عالمها الخاص من منتجين ومخرجين، وبدأت تنعزل عن السوق وهو ما لا أراه شيئا صحيا، وفى تجربة «أسماء» وجد منتجون وضعوا بعض النقود لوجود مجموعة أسماء معروفة، وهو شىء منطقى، ولكن من الخطأ أن يتم التعامل مع السينما المستقلة بنفس قواعد السينما التجارية، وأتعجب أو أغضب من عدم نجاحها. يجب أن نوفر لها المقومات من دور العرض الخاصة بها، ومن شركات توزيعها كعالم متكامل، يجب أن نتحرر من القواعد ونقدم نظاما جديدا ونتعاما مع المنتجين بذكاء وألا نذهب لهم بمشاريع خاسرة، ونضع نموذج فيلم بابل نصب أعيننا فقد تم تقديمه فقط لأن براد بيت وافق على المشاركة، وأنا ضد من يسب المنتجين لرفضهم دعم السينما المستقلة لعدم رغبتهم فى الخسارة هذه ليست نوعية السينما الخاصة بهم، فإما أن تقدمها أنت أو أن تصل لمنطقة وسط وهذه ليست تنازلات وليس من مصلحة أى منا المقاطعة فكل تذكرة سينما هى مكسب للصناعة أيا كان نوعية الفيلم. ونتوقف عن التعالى على الجمهور والصناعة، وهو الشىء الذى لا أحبه. • فى مهرجان أبوظبى وجهت الشكر لكل من يقدم الأفلام حاليا؟ بالطبع ودعنى أخبرك بشىء نحن لا نقف بجوار الصناعة ففيلم اسماء تم تحميله 3 ملايين مرة من على مواقع الإنترنت، ولو لم يتم تقديم مثل هذه النوعية يتم الحديث عن السوق، الذى يحرمنا من السينما المختلفة لو كان محبو هذه النوعية ذهبوا لدور العرض ولم يكتفوا بمشاهدته على الإنترنت لكان الفيلم قد حقق 20 مليون جنيه ولظهر الكثير من المنتجين الراغبين فى تقديم أفلام مختلفة. • كيف ترين خطوات إصلاح الصناعة؟ توضيح العلاقة بين الإنتاج والتوزيع وإعطاء فرص متكافئة للتوزيع وإعادة النظر فى أسعار التذاكر التى لا تتناسب مع الوضع الاقتصادى، وهى غالية الثمن جدا، فكيف ألوم شخصا لا يملك ثمن التذكرة ويشاهد الفيلم عبر الإنترنت، ويمكن وجود صيغة تفاهم بين شركات الإنتاج وشركات المواقع وجعلها طريقة للكسب لا منافسا وإنشاء اتحاد فنانين، والحل الأهم فى منظومة قانونية. • لكنكم كنجوم لديكم اتهام بمغالاتكم فى طلباتكم المالية؟ أولا طالما لا يكسب المنتج فلماذا يعطى نقودا؟ فلو كانت لدينا منظومة بحد أدنى ويتم ربط الأجر بالإيرادات بقواعد وقوانين أو يمكن أن يدخل النجم كمنتج مشارك، لكننا نرجع لنفس المنظومة بإبعاد الممثلين عن النظام، وأنا أجرى أقل من ممثلات كثيرات لا يملكن عدد أفلامى أو أدوارى. • آخر أنشطة السفيرة هند صبرى؟ أستعد للسفر للبنان لزيارة لاجئين سوريين هناك وهناك مشكلة كبيرة حاليا على لبنان وعلى اللاجئين أنفسهم ومنذ عام عندما زرت مخيم الزعترى بالأردن كنت أعتقد أن الموضوع قد انتهى، لكن لم يحدث وما زالت المأساة مستمرة وعدد اللاجئين حاليا مليون ونصف المليون متوقع زيادتهم ل2 مليون لاجئ، وأنا ذاهبة لزيارة هذه العائلات هناك مع نهاية الشهر الحالى، وأرغب وبحق فى تقديم دعم أكبر، وهى مأساة ستطول، وأطالب من خلالكم القراء بتقديم تبرعات حتى من زكاة مالهم أو صدقاتهم. • ما جديدك السينمائى خارج مشروع «الجزيرة»؟ فيلمان بتونس، أولهما مع رضا الباهى اسمه «زهرة حلب»، والثانى مع فارس نعناع اسمه «ليلة قمر مكتمل»، ولدينا مشكلة تمويل فى الفيلمين. • ما شعورك بعد دخول فيلمى «صمت القصور» و«عمارة يعقوبيان» ضمن قائمة أفضل 100 فيلم عربى؟ سعيدة بالطبع وهو يؤكد أن هناك أعمالا سينمائية لا تتقادم ولا تموت أو ينساها الجمهور أو النقاد، وهى أعمال تصلح لكل زمان وأن يكون لدىّ، وأنا فى عمرى فيلمان فى قائمة كلاسيكيات السينما العربية لهو شىء يشعرنى أن تعبى ومجهودى لم يذهبا هباء.