بعد ساعات من نشر تقرير خبراء الطب الشرعي في سويسرا، الذي رجح أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مات مسموما بمادة البولونيوم المشع، نفت إسرائيل ضلوعها في اغتياله. وقال دوف فايسجلاس، مدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، آرييل شارون، الذي مات عرفات خلال توليه منصبه، إنه "لم يكن هناك تفكير لدى تل أبيب في تسميم عرفات أو إلحاق الأذى به ." وأضاف فايسجلاس، في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الخميس، أن عرفات كان يعيش على هامش الحياة السياسية الفلسطينية خلال عام 2004، ومحاصرا داخل مقر السلطة بمدينة رام الله، ومعزولا عما يجري حوله، ولم تكن هناك حاجة للتخلص منه . أما رعنان جيسين المستشار الإعلامي لشارون، فاتهم الدوائر المحيطة بعرفات بالوقوف وراء اغتياله ضمن الصراع على وراثته، مضيفا أن سياسة شارون في الوقت الذي كان فيها عرفات مريضا ومحاصرا في المقاطعة كانت عدم التدخل في كل ما يحدث له. فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية يغال بالمور لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "الأمر أشبه مسلسل تلفزيوني وليس علما، فريقا التحقيق كلفتهما جهتان صاحبتا مصلحة، وهما سها والسلطة الفلسطينية". ومضى قائلا: لم يكلف الفريقان أنفسهما عناء البحث عن البيانات الضرورية مثل آثار الإشعاع التي يخلفها التسمم المزعوم بمادة مشعة، معتبرا أن "الثغرة الضخمة الأخرى في نظرية التسمم الإشعاعي هي عدم التمكن من الوصول إلى بيانات المستشفى الفرنسي، حيث توفي عرفات، وحيث يوجد سجله الطبي". ورأى المتحدث الإسرائيلي أن "تل أبيب لا تشعر بالقلق على الإطلاق" فيما يتعلق بنتائج التحقيقات. من جهتها، حملت حركة "حماس"، المسيطرة على قطاع غزة، إسرائيل بالمسئولية عن اغتيال عرفات، وطالبت السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع تل أبيب. فيما طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف بتشكيل لجنة دولية في وفاة عرفات. كانت سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل صرحت أمس ألأول، بعدما تسلمت نتائج تحاليل للطب الشرعي في سويسرا لعينات من جثة زوجها، إن عرفات مات مسموما بالبولونيوم المشع. ولم توجه سهى أصابع الاتهام إلى أية جهة، مكتفية بالقول إنه "اغتيال سياسي". وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس، بعد أن نقل إليه في نهاية أكتوبر من العام نفسه؛ اثر معاناته من آلام في الأمعاء، حيث كان يعيش في مقره برام الله محاصرا من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ديسمبر 2001.