سجن برج العرب ثاني أشهر السجون المصرية، خلال ثلاث سنوات من ثورة يناير، فالأول سجن طرة الذي استضاف الرئيس الأسبق حسني مبارك في فترة الحبس الاحتياطي، أما برج العرب فيشهد فترة الحبس الاحتياطي لثاني رئيس جمهورية يتم محاكمته بعد ثورتي يناير ويونيو، على ذمة القضايا المتهم فيها وهو الرئيس السابق محمد مرسي، حيث بدأت أولى جلسات محاكمته في 4 نوفمبر الجاري بأكاديمية الشرطة. يقع سجن برج العرب، الذي تم بناؤه عام 2004، في منطقة الغربينيات غرب الإسكندرية، وهي منطقة صحراوية نائية ما بين محافظتي الإسكندرية ومطروح، ومحاط بأسوار يصل ارتفاعها لسبعة أمتار، ويُعد من السجون الأشد حراسة وأكثرها صمودًا أمام المحاولات العديدة لاختراقه مثلما حدث في سجن وادي النطرون بعد ثورة 25 يناير، وذلك لأنه يُعد من أهم السجون التي استضافت المعتقلين السياسيين من الإخوان، والمتهمين الأشد خطورة في الجرائم الجنائية. وكان من أبرز معتقلي جماعة الإخوان في برج العرب خلال نظام مبارك، الدكتور حسن البرنس القيادي بالحرية والعدالة ونائب محافظ الإسكندرية السابق. ومن المفارقات وجود سجن برج العرب بالقرب من استراحة الرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي كانت تمثل مصدر القلق لأهالي المنطقة، نظرًا لأنها تعد مقر الاستراحة الصيفية لمبارك. بينما مثلت لهم إقامة جبرية طوال الفترة التي كان يتواجد بها، وبعد ثورة يناير أقام الأهالي احتفالات إحساسًا منهم بعودة الحرية لهم ومنطقتهم التي يعيشون بها. وتتكون منطقة سجون العرب من ثلاثة أقسام: "الأول" يتكون من كتيبة الأمن المركزي المكلفة بحماية وتأمين السجن، وتضم مساحة كبيرة من الأراضي التي تحتوي على بعض المباني منها عنابر مبيت المجندين والمسجد، والقسم الثاني سجن برج العرب الاحتياطي، وهو المفترض به استضافة «مرسي»، أما ليمان برج العرب فهو سجن مخصص لمن وقعت عليهم أحكام بالسجن المشدد. يحيط بسجن برج العرب سوران مرتفعان تعلوهما عدد من أبراج المراقبة، يحيط السور الأول بمنطقة سجون برج العرب ويطوقها من الخارج، بينما يحيط الثاني بسجن برج العرب الاحتياطي وليمان برج العرب، مما يجعل عملية الهروب شبه مستحيلة خاصة مع انتشار أبراج المراقبة وبها عناصر حراسة مكلفة بإطلاق الرصاص على أي سجين يحاول الهرب. ومن المباني التي تضمها منطقة سجون برج العرب، مبنى المستشفى والذي يقع على يمين الداخل إلى السجن من البوابة الرئيسية، في مواجهة سور السجن، وتتكون المستشفى فقط من مجموعات عيادات للتخصصات الطبية المختلفة، ويعد فقيرًا نسبيًا من حيث التجهيزات والأجهزة والمعدات الطبية، للتعامل مع الحالات المرضية العادية والطارئة، والتي يلزم نقلها إلى مستشفى خارجي بسرعة حتى يتم إنقاذها، بعد صدور استئذان مصلحة السجون أولا. وجدير بالذكر، أن مرسي يتواجد حاليًا في مستشفى سجن برج العرب، لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة خاصة بعد ارتفاع ضغط الدم والسكر لديه، وتشير مصادر أمنية إلى احتمالية استمرار الرئيس المعزول مرسي، خلال فترة حبسه الاحتياطي بالمستشفى لحين التأكد من إمكانية نقله لمحبسه في السجن الاحتياطي. كما ترجع بعض الآراء سبب بقاء مرسي داخل المستشفى لفترة طويلة إلى توصيل رسالة للعالم الخارجي حول المساواة في معاملة بين «مرسي» و«مبارك» كرئيسين سابقين لمصر، داخل «المستشفى» محبسهم الاحتياطي.