بالتزامن مع بدء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، أغلقت قوات الجيش، صباح اليوم الاثنين، شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، أمام حركة سير السيارات وسمحت فقط بعبور المشاة. وتمركزت القوات في الثلث الأخير من شارع البطل أحمد عبد العزيز المتقاطع مع شارع جامعة الدول، ووضعت المتاريس الحديدية والأسلاك الشائكة ومنعت أي مركبة من المرور. ولجأ قائدو السيارات للشوارع الجانبية، وشهدت المنطقة المحيطة فوضى مرورية وزحامًا شديدًا، وقام بعض السائقين بالسير عكس الاتجاه للهروب من المنطقة المغلقة. ودخل قائد إحدى سيارات نقل الموظفين؛ في مشادة كلامية مع جندي لإصرار الأول على المرور من شارع جامعة الدول واختراق الحواجز الموضوعة، مما أدى لتدخل ضابط برتبة ملازم أول، وقرر التحفظ على السائق وحاول الموظفون التفاهم مع الضابط، لإطلاق سراح زميلهم، حيث قال لهم بانفعال "نحن متواجدون هنا لحمايتكم؛ فساعدونا على ذلك وأنا لست على استعداد للتضحية بأحد جنودي، في سبيل مخالفتكم للإجراءات الأمنية". يأتي ذلك في ظل الدعوة التي أطلقها «تحالف دعم الشرعية» -الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين، للتظاهر في عدد من المناطق رفضًا لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وقالوا "المحاكمة الهزلية العبثية التي يعقدها «الانقلابيون» وأعوانهم، ما هي إلا وسيلة ساذجة لكسر إرادتنا والقضاء على عزيمتنا التي أذهلت الجميع، ويريدون بها كسر إرادة الرئيس الصامد الذي ظلمه الجميع وغدر به الفاسدون أعداء الثورة". ودعا التحالف في بيان له، أمس الأحد، "المصريون جميعًا للاحتشاد، صباح الاثنين، عند مقر «المحاكمة العبثية للرئيس الشرعي المنتخب المختطف الدكتور محمد مرسي»، دفاعًا عن إرادة الوطن وحريته، وليعلم العالم كله أن في مصر أحرارًا يحلمون بالحرية ويبذلون في سبيلها الغالي والنفيس ويؤمنون أن الحرية أغلى من الحياة، وليعلم «الانقلابيون» المرتعشون من الثوار أنهم أبدًا لن يكسروا إرادتنا ولن يستعيدوا دولة الظلم والفساد»". ويواجه «مرسي» و14 آخرون من قيادات جماعة الإخوان اتهامات بارتكاب أعمال العنف والتحريض على قتل المتظاهرين والبلطجة، وفض اعتصام المتظاهرين واحتجازهم دون وجه حق، وتعذيبهم في أثناء تظاهرهم بمحيط قصر الاتحادية الرئاسي في شهر ديسمبر الماضي. وجاء في أمر الإحالة الذي أصدرته النيابة العامة، أن المتهمين "بيتوا النية وآخرين من الإخوان ومجهولين للقدوم إلى قصر الاتحادية والتعدي على معتصمين سلميين لإرغامهم على مغادرة المكان، في حين أن المعتدين لوحوا بالعنف واستخدموه ضد المجني عليهم، وذلك باستخدام أسلحة نارية وبيضاء وخرطوش وذخائر واعتدوا على المعتصمين، مما أسفر عن قتل الزميل الشهيد الصحفي الحسيني أبو ضيف، فضلًا عن اثنين آخرين عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وكذا القبض على العشرات والاعتداء عليهم".