الخطاب الذى ألقاه رئيس الحكومة نتنياهو والذى طالب فيه بالتفكيك الكامل للمشروع النووى الإيرانى مقابل رفع العقوبات، أنهى أسابيع من العمل الدبلوماسى الإسرائيلى المكثف ردا على معاودة المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوإيران بشأن مشروعها النووى. وخلال هذه الفترة أعرب عدد من المسئولين الإسرائيليين عن خشيتهم من أن يؤدى السعى إلى تفادى حدوث مواجهة مع إيران، إلى اتفاق مع الرئيس روحانى على حساب دولة إسرائيل. إن الاتفاق مع إيران ضرورى فقط إذا كان يقترح بديلا أفضل من الخيارين المطروحين حاليا: إما مهاجمة إيران، أو القبول بها دولة نووية. يشكل «الحل الدبلوماسى» العنوان العريض لأربعة أنواع من الاتفاقات الممكنة بين إيران والغرب. النوع الأول هو الذى يمكن أن يتضمن تعهدات إيرانية بتفكيك البرنامج النووى الإيرانى بصورة كاملة مقابل رفع العقوبات الدولية والتزود من الخارج بالطاقة النووية. أما النوع الثانى فهو الذى يسمح بتخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل تفكيك جزئى للمشروع النووى. ومثل هذا الاتفاق يضع قيودا على تخصيب اليورانيوم بنسبة عسكرية. إن مثل هذا الاتفاق سيئ بالنسبة لإسرائيل لأنه يسمح لإيران بصنع قنبلة نووية حينما تشاء، تحت غطاء الاتفاق مع المجتمع الدولى. الاتفاق الثالث هو تسوية لا تهمل معالجة عناصر أساسية فى المشروع النووى العسكرى الإيرانى، تستطيع إيران من خلاله المحافظة على حقها فى تخصيب اليورانيوم بنسبة منخفضة مع قيود واضحة على مخزونها. وهذا الاتفاق يضمن عدم تشغيل مفاعل أراك، لكنه لا يستجيب لمطالب رئيس الحكومة فى التفكيك الكامل للمشروع النووى. ويشكل هذا الاتفاق بديلا أفضل من خيارين: قنبلة نووية إيرانية، أو الهجوم على إيران. النوع الرابع خطة تقوم على خطوات جزئية متبادلة تهدف إلى بناء الثقة بين الجانبين. ومن الصعب رؤية كيف يمكن لمثل هذا الاتفاق أن يجبر إيران على وقف توسيع برنامجها النووى والموافقة على مراقبة تطبيق الاتفاق.
مساعد باحث فى معهد دراسات الأمن القومى «معاريف» نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية