وسط صراع الإعلام المصري والجزائري المحتدم حول مستقبل قمة المجموعة الثالثة في التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم ، أكدت زامبيا ورواندا على كافة المستويات التعامل معهما على أنهما سيتحولان إلى "كومبارس" في هذه المجموعة خلال المرحلة المقبلة ، حيث أكد كل منهما أنه لم يفقد الأمل في صدارة المجموعة وتحقيق نتائج مفاجئة في مواجهة منتخبي مصر والجزائر ، علما بأن المباراة المقبلة لرواندا في المجموعة ستكون على أرضها أمام منتخب مصر – ثاني المجموعة – بينما ستكون مباراة زامبيا المقبلة "ثأرية" أمام الجزائر في الجزائر ، وهما المباراتان اللتان تمثلان الأمل الأخير للفريقين في مواصلة المنافسة على قمة المجموعة. ففي رواندا ، أعلنت الحكومة أنها ما زالت متمسكة بفرص منتخبها الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 وأمم أفريقيا بأنجولا في العام نفسه حتى بعد الهزيمة أمام مصر بثلاثة أهداف في القاهرة مؤخرا. وذكرت وزارة الرياضة والثقافة التي تتولى تمويل وإدارة شئون المنتخب الوطني الملقب ب"نجوم أمافوبي" أو "أمافوبي ستارز" أنها ما زالت ملتزمة بتعهداتها تجاه دعم الفريق على الرغم من اعترافها بصعوبة المهمة بعد الهزيمة من "الفراعنة". وقال جان بيير كارابارانجا وزير الرياضة الرواندي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرواندية : "ما زلنا واثقين من قدرة الفريق على الفوز بباقي مبارياته في المجموعة ، ولذلك ، سنواصل دعمنا له". وأضاف قائلا : "هدفنا هو التأهل إلى كأس العالم أو كأس الأمم الأفريقية ، ونحن مصرون على إكمال مهمتنا". وجاءت تصريحات الوزير الرواندي لتعطي مزيدا من الثقة إلى لاعبي المنتخب الرواندي بعد التصريحات التي أدلى بها جان بوسكو كازورا رئيس الاتحاد الرواندي لكرة القدم ، والتي قال فيها إنه بعد الهزيمة أمام مصر لم يعد أمام الفريق فرصة في التأهل إلى المونديال لأن هذا يتطلب تصدر المجموعة ، وطالب بالتركيز الآن على التأهل إلى بطولة الأمم الأفريقية فقط. وقال رئيس الاتحاد : "ينبغي علينا الآن أن نفوز بباقي مبارياتنا حتى نحتفظ بفرصتنا في التأهل إلى الأمم الأفريقية على الأقل". ويبدو أن هذه التصريحات أغضبت برانكو توشاك المدير الفني لمنتخب رواندا الذي كان قد خرج بتصريحات بعد الهزيمة من مصر في القاهرة ليؤكد أن الباب ما زال مفتوحا أمام رواندا للتأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا! وتحتل رواندا حاليا المركز الرابع والأخير في المجموعة برصيد نقطة واحدة من التعادل على أرضها مع الجزائر والهزيمة خارج أرضها من زامبيا بهدف ومن مصر بثلاثة أهداف. وعلى النهج نفسه ، أعلن الاتحاد الزامبي لكرة القدم أنه سيوفر للمنتخب الوطني كافة الدعم اللازم للقيام بتحضيرات لائقة لخوض مباريات الدور الثاني من المجموعة ، أملا في استعادة الثقة وتصدر المجموعة ، خاصة وأنه يجب اعتبار مباراة الجزائر المقبلة في الجزائر يوم 6 سبتمبر مباراة ثأرية ومصيرية باعتبار أن الفوز فيها سيعيد الثقة إلى اللاعبين ، وسيجعلهم قادرين على الفوز في المباراتين المتبقيتين أمام مصر في لوساكا وأمام رواندا في كيجالي في نهاية المشوار. وذكرت صحيفة "تايمز أوف زامبيا" الزامبية أن التقارير التي ترددت في وسائل الإعلام الجزائرية عن ترتيب مباراة ودية قوية للفريق الجزائري مع منتخب أوروجواي استعدادا لمباراة زامبيا لا تخيف فريق "الطلقات النحاسية" ، ونقلت الصحيفة عن إيريك موانزا مسئول الاتصالات في الاتحاد الزامبي قوله إن الاتحاد سيوفر الاستعدادات أو المباريات الودية اللازمة التي تؤهل الفريق لخوض مباراة الجزائر على أكمل وجه. وأضاف موانزا : "لن ترهبنا هذه الأنباء بشأن إقامة مباراة ودية مع فريق عالمي .. ومعروف أن المباريات الودية ليست مقياسا للمباريات الرسمية". وقال إن أكثر ما يهم الجانب الزامبي هو نوعية الاستعدادات ومستواها وكثافتها. وأكد أن المنتخب الزامبي يتعامل مع مباراة 6 سبتمبر بكل جدية ، وأشار إلى أن الاتحاد الزامبي مشغول بشكل كبير بتوفير الاستعدادات اللازمة لخوض هذه المباراة أكثر من التركيز على استعدادات الفريق الجزائري. وأوضح أن الفرنسي إيرفي رينارد المدير الفني للفريق أعد خطة لإقامة معسكر في أوروبا قبل هذه المباراة ، حيث من المتوقع أن يغادر الفريق إلى هولندا يوم 17 أغسطس لبدء هذا المعسكر الذي ستقام خلاله مباراة ودية للفريق مع نادي أوتريخت الهولندي ، وهو النادي الذي انتقل إليه مؤخرا المهاجم الدولي الزامبي جاكوب مولينجا من شاتورو الفرنسي ، كما سيتم الإعداد لإقامة مباراتين وديتين أخريين قبل مباراة الجزائر. وأضاف : "دعوهم (الجزائر) يلعبون مع من يريدون ، حتى لو لعبوا مع إنجلترا أو إسبانيا ، هذا لا يشغلنا"! وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي نقلت فيه وسائل الإعلام الجزائرية نفسها تصريحات عن رينارد أكد فيها أن منتخب الطلقات النحاسية لن يسافر إلى الجزائر "وهو في ثوب الضحية" ، مشيرا إلى أن فريقه يملك القدرات اللازمة على مباغتة "الخضر" في استاد 5 يوليو بالعاصمة الجزائرية والثأر من الهزيمة بهدفين أمامهم في زامبيا الشهر الماضي. واعتبر رينارد أن فوز مصر على رواندا بثلاثية أعطى الفرصة لزامبيا مجددا في مواصلة مشوار المنافسة على قمة المجموعة ، حيث أظهرت هذه النتيجة أن الصراع لم يحسم لأحد بعد وما زال منحصرا بين المنتخبات الثلاثة : مصر والجزائر وزامبيا.