ساعات من الفوضى والشغب سيطرت على محيط ميدان رمسيس بعد ظهر اليوم، وحتى الساعات الأولى للمساء. معارك شوارع بلغت ذروتها قبيل المساء مع سقوط 10 قتلى- حسب تصريحات المستشار محمد حتة، رئيس نيابة الأزبكية لبوابة الشروق. انتهت المعركة دون أية تفاصيل عن ملابسات سقوط القتلى أو هوياتهم، فالصور التي نقلتها وسائل الإعلام كانت بعيدة، لم تظهر تفاصيل الاشتباكات التي لم تقتصر على الميدان، بل تجاوزته إلى بعض الشوارع الجانبية. معركة رمسيس بدأت بخدعة حربية، فقد أعلن الإخوان فجأة عن إلغاء مسيرة مسجد السلام بمدينة نصر، والخروج من مسجد الفتح بميدان رمسيس. كانت قوات الأمن قد قامت بعمل كردون أمني بمدخل شارع عماد الدين، وميدان رمسيس، وعلى مداخل الشوارع، والمنافذ المؤدية لميدان رمسيس والحديقة التي تتوسط الميدان. وفور ظهور "الرايات الصفراء" في الميدان بدأت الاشتباكات مع قوات الأمن التي كانت ترابط هناك منذ الليلة السابقة. بدا لقوات الأمن أن المسيرة الإخوانية في طريقها لميدان التحرير، وهو ما دفعها لقطع الطريق بقنابل الغاز، وظهرت في المشهد بعض المدرعات التابعة للشرطة. ورد أنصار الإخوان بإشعال النار في الإطارات، ثم هدأت الأمور قليلا حتى الرابعة والنصف. في هذه اللحظة التقت مسيرتا شبرا ومسجد الفتح، واتخذ المتظاهرون طريقهم إلى ميدان التحرير رغم وجود قوات الأمن. وعند اقترابهم من الكردون الأمني أطلقت الشرطة قنابل الغاز بكثافة، مما جعلهم يفرون إلى الشوارع الجانبية، وتقدم الأمن لملاحقتهم. كان المتظاهرون يعاندون ويصرون على المرور من الكردون الأمني في محاولة لاختراقه والوصول إلى التحرير، الذي يحتفل فيه الآلاف بذكرى نصر أكتوبر. وقد دفعت وزارة الداخلية بسيارات أمن مركزي ومدرعات للعمليات الخاصة، وأغلقت شركة المترو مداخل محطة أحمد عرابي المؤدية لشارع رمسيس. بعد الخامسة بدأت قوات الشرطة في إلقاء قنابل الغاز من أعلى كوبري أكتوبر أمام مستشفى الهلال الأحمر، لتفريق اشتباكات بين مسيرة الإخوان ومعارضين لها، فيما كانت طائرات الجيش تحلق في سماء رمسيس، وترسم قلوبا بألوان علم مصر، لكن الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي استمرت. قرب السابعة تمكنت قوات الأمن وأفراد القوات المسلحة في محيط مسجد الفتح برمسيس، من إجبار المسيرة الإخوانية على مزيد من التراجع في اتجاه غمرة والشوارع الجانبية بمحيط ميدان رمسيس، حتى وصل بعض المتظاهرين إلى منطقة الدمرداش بالعباسية. زادت كثافة الدخان الناجم عن قنابل الغاز، ورد أنصار الإخوان بقنابل المولوتوف، وإشعال إطارات السيارات، واستمر دوي الطلقات النارية في محيط ميدان رمسيس إلى ما بعد المساء. في الوقت نفسه ظهرت مدرعات الجيش للفصل بين المواطنين وأنصار الإخوان، بطلقات "صوت" في الهواء، وإغلاق مداخل ميدان رمسيس. في تمام السابعة كتبت إحدى المشاركات في مظاهرة الإخوان: «رجعونا من رمسيس خالص، وطلعنا ع الكوبري، أوله ضرب، وجايين ورانا دلوقتي». وعلى حساب آخر يؤيد الإخوان على صفحة فيسبوك، ورد تحذير "من قلب التحرير"، بعدم السير في شارع رمسيس باتجاه التحرير، «ادخلوا من شوارع وسط البلد الصغيرة الموصلة مع رمسيس، ادخلوا بأعداد كبيرة واجروا بسرعة عالية، ومنها ادخلوا على شوارع التحرير». التحذير أضاف أن «الدبابات مش هتلحق تلف وتسد الشوارع دي عشان الناس اللي موجودة.. لازم يحصل ضغط من أكتر من اتجاه في نفس الوقت.. دا كفيل إنه يخلق بلبلة، ومش هيعرفوا يتصرفوا هنا أنهم في حالة أنتخة». قبل الثامنة كانت المعركة قد شارفت على الهدوء، بعد سقوط القتلى العشرة، وهو أكبر عدد من القتلى في أي منطقة بمصر خلال اليوم.