اتخذت قوات الجيش الثالث الميداني، إجراءات احترازية إضافية لتأمين المجرى الملاحى لقناة السويس، تبدأ «بإقامة سياج أمنى بعمق محدد خالٍ تماما من أية عناصر مدنية ومن حركة سير السيارات، بجانب إنشاء أسوار خرسانية وأبراج مراقبة». وقال قائد الجيش، اللواء أركان حرب أسامة عسكر، فى حواره مع المحررين العسكريين، أمس، إن «الإجراءات التأمينية امتدت أيضا إلى المسافة بين القناة وحتى الترعة الحلوة، ترعة السويس ، من خلال الأكمنة الأمنية لقوات الجيش»، مشيرا إلى وجود ما بين 3 إلى 4 كيلومترات شرق القناة، وهى أرض خاصة بهيئة قناة السويس، تعتبر حرما للقناة شرقا. وتطرق عسكر إلى عملية تأمين القناة من الناحية الغربية، فقال هناك مناطق سكنية كثيرة أكثرها فى نطاق الجيش الثانى خاصة فى منطقة القنطرة شرق وغرب بالإضافة الى منطقة البحيرات الصغرى والكبرى، وأشار إلى السعى للوصول إلى أن يكون هناك ظهير إما زراعى أو صحراوى للوصول الى اقصى درجات التأمين للمجرى الملاحى مع دفع تعويضات للأهالى ونقلهم إلى اماكن أخرى»، لافتا إلى أن عملية التأمين تتم وفق منظومة عمل متكاملة مع القوات الجوية والبحرية وحرس الحدود بالتنسيق بشكل يومى مع قائد الجيش الثانى الميدانى اللواء أحمد وصفى. وأكد قائد الجيش الثالث الميدانى، أن جميع الأهداف الحيوية والمنشآت الاقتصادية بمحافظة السويسوجنوبسيناء، والبحر الأحمر، تحت سيطرة كاملة من قوات الجيش، بجانب وجود نحو 90 كمينا فى جنوبسيناء، إلى جانب 70 كمينا أخرى فى غرب القناة، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية بنطاق الجيش الثالث آمنة تماما. وحول استعدادات الجيش الثالث بوسط سيناء، فى حال القيام باقتحام جبل الحلال بهدف تطهيره من العناصر الإرهابية، قال اللواء عسكر «فى حالة قيام أية عمليات خاصة بجبل الحلال، فإن الجيش الثالث مستعد من خلال تأمين الحدود بالتعاون مع الجيش الثانى الميدانى فى مناطق جنوب جبل الحلال وجميع الخطوط والطرق والمحاور والمدقات التى تصل من الشمال إلى الجنوب»، مشيرا إلى أن دور قوات الجيش الثالث فى القيام بأعمال التأمين لعدد 5 موانئ بخلاف 10 شركات بترول و40 مصنعا فى نطاق الجيش الثالث. وأوضح أن مهمة الجيش الثالث تقوم ضمن مهمة التشكيلات التعبوية الستة بتأمين حدود الدولة، ثم تأمين الجبهة الداخلية بالتنسيق مع مديريات الامن فى السويس وشمال وجنوبسيناء والبحر الاحمر، بخلاف تأمين قناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدى وكذلك تأمين جميع الأهداف الاقتصادية والسياحية. كما اشار إلى أن دور الجيش الثالث الميدانى فى تنفيذ عدة مشروعات تنموية وخدمية، موضحا ان القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربى الفريق أول عبدالفتاح السيسى صدق على مبلغ 170 مليون جنيه لتنفيذ عدد من المشروعات التى تلبى احتياجات المواطنين سواء من العسكريين والمدنيين بأجور رمزية، لافتا إلى إنشاء مستشفى السويس العسكرى ومركز لعلاج الأورام بخلاف مشروعات أخرى انتاجية ومجمعات استهلاكية كبيرة وصغيرة منتشرة بمختلف المناطق، وأخرى تتعلق برصف الطرق وساحات رياضية وصوب زراعية وآبار مياه داخل مناطق إعاشة البدو. وتطرق عسكر للحديث عن علاقة قوات الجيش بالبدو، فقال: «الجيش وبدو السويسوسيناء حاجة واحدة، فالعلاقة قائمة على الاحترام والمشاركة المجتمعية»، مشيرًا إلى التنسيق الكامل مع المشايخ فى حى الجناين بالسويس لتأمين المجرى الملاحى للقناة واستعدادهم بنقلهم الى منازل اخرى بديلة عن المتواجدة قرب المجرى الملاحي». وتحدث عسكر عن مبادرة تسليم الأسلحة، فقال: إنه تم حتى الآن تسليم 34 قطعة سلاح من جانب البدو، بخلاف 25 دانة كافية لأن تدمر اكثر من 20 شريط سكة حديد. وفيما يتعلق باتفاقية السلام مع الجانب الإسرائيلى، أكد قائد الجيش الثالث، أن القوات المسلحة تستطيع تأمين أرضها بأى عدد من القوات، وتواجد القوات بالقرب من خط الحدود الدولية قد يكون مطلوبا فى بعض التخصصات، وقد يكون غير مطلوب فى تخصصات أخرى، إلى جانب التكاليف العالية جدا لإنشاء معسكرات ووحدات جديدة داخل سيناء، وخطوط إمداد، ووحدات للصيانة، مؤكدا أن خطوط الإمداد والمعسكرات الموجودة حاليا بسيناء شمالا وجنوبا كافية جدا و«نستطيع من خلالها تأمين حدود بلادنا بشكل فعال، ولو تم تعديل الاتفاقية مستقبلا، سوف يتم الدفع بمزيد من القوات فى المناطق «أ» و«ب» و«ج». وأكد عسكر، وجود عناصر تابعة للجيش تتولى مسح الحاويات القادمة من موانئ العين السخنة والأدبية، وغيرهما للتأكد من خلوها من الملابس العسكرية، خاصة بعد الواقعة الأخيرة التى تم خلالها تهريب ملابس ميرى تكفى كتيبة مشاة بكامل احتياجاتها، بالإضافة إلى أن هناك بعض الحاويات تشمل مجسمات «للكرة الأرضية» كخريطة منزوع منها منطقة حلايب وشلاتين، بالإضافة إلى مؤشرات ليزر حارقة وغيرها من المواد الضارة بالبيئة. وطالب قائد الجيش الثالث الميدانى بضرورة اهتمام اجهزة الدولة بمنطقة وسط سيناء بصفة خاصة، والتى تشهد نقصا لسبل المعيشة من مياه وكهرباء وخدمات صحية. وانتهى قائد الجيش الثالث قائلا: «منطقة الوسط الجبلية فى سيناء لا يمكن الحفاظ عليها من الإرهاب، إلا من خلال التنمية، واستغلال الموارد الاقتصادية فيها، مشيرا الى أن المواطنين الذين يعيشون فى تلك المناطق لا يعرفون «الفلوس» ويعيشون حياة بدائية جدا، وهذه المناطق لم نكن ندخلها من قبل، وكانت محرومة بشكل أساسى من مخططات التنمية.