تزينت بوابات الجامعات المصرية بلافتات الترحيب بالعام الدراسي الجديد، وبوابات التفتيش على هوية الطلاب، في يوم بدأ ساخنًا، مع انتشار الوقفات المناصرة للإخوان في أكثر من جامعة، وتطور الأمر في بعضها إلى اشتباكات على خلفية السياسة. عشرون جامعة حكومية بدأت الدراسة هذا الأسبوع، فيما تنتظر حلوان والأزهر وبورسعيد ودمنهور أسبوعًا آخر دون الإعلان عن أسباب التأجيل، وهو ما اعترضت عليه اتحادات الطلاب في هذه الجامعات. أنصار الإخوان ظهروا في عدة جامعات تحت اسم «طلاب ضد الانقلاب»، ونظموا مسيرات شارك فيها العشرات خارج حرم جامعة عين شمس، ولوحوا بشعارات رابعة العدوية. وشهد حرم جامعة القاهرة مسيرة تطالب بعودة محمد مرسي، والإفراج عن الطلاب المعتقلين عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، واصطف عدد من طلاب كلية الهندسة في صلاة الغائب على أرواح الضحايا. ووجهت إحدى المسيرات التي تناصر الإخوان هتافات قاسية ضد د. علي جمعة، مفتي البلاد. المسيرة استهدفت المفتي خلال وجوده بكلية دار العلوم، وغادر على أثرها الجامعة. وعلى بعد عشرات الأمتار من المسيرة، استمرت عمليات إصلاح ميدان النهضة أمام البوابة الرئيسية، من آثار الاعتصام الإخواني الذي انتهى يوم 14 أغسطس الماضي. وزادت عمليات التجميل والرصف من الزحام أمام البوابة الرئيسية للجامعة. الاشتباكات الأكثر عنفًا وقعت في جامعة بني سويف، بين مناصرين لجماعة الإخوان مع قوات الجيش والشرطة المتمركزة أمام الجامعة. وأطلقت الشرطة الأعيرة النارية في الهواء، فرد الطلاب بطوب والحجارة، مع فشل محاولتهم للوصول إلى مبنى إدارة الجامعة. الصفحات المناصرة للإخوان بدأت اليوم بالحث على الجهاد "ضد الانقلاب"، وجاءت النصائح بالصبر وتوقع الابتلاء. "اعلموا أن مظاهرة في أي جامعة أو مدرسة تساوي عشرة في الشارع، إن أحدكم لن يأمن على نفسه الخروج من بوابة الجامعة، ستقفزون الأسوار، وستهربون بين الكليات من قبضة الضباط والمخبرين بينما يرتع زملاؤكم مستمتعين في الساحات والكافتيريات"، كما ورد على إحدى الصفحات المؤيدة للإخوان. «الضبطية القضائية» التي انتظرتها الأوساط الطلابية، اختفت من عناوين اليوم الدراسي الأول، وفضل المسؤولون تجاهل الحديث عنها، أو التأكيد على أن الشرطة لن تدخل أروقة الجامعة، كما ورد على لسان رئيس جامعة القاهرة. كل هذا العنف لم يمنع الأجواء الاحتفالية المألوفة في بداية العام الدراسي، عبر حفلات الأسر الطلابية، ومظاهر الزينة والبالونات الملونة على الأشجار، كما ظهر في حرم جامعة عين شمس. وقال عبد الرحمن أحمد، أخ أكبر أسرة شباب بيحب بلده ل«بوابة الشروق»: إن أسرته نظمت حفلة استقبال قامت فيها بتصوير الطلاب، واحتفالات استقبال الطلاب ستستمر لمدة أسبوع. وقال عبد الرحمن سمير، قائد عشيرة الجوالة، بالجامعة ل«بوابة الشروق»: إن إقبال الطلاب على الجوالة كان كبيرًا، وأن أفراد الجوالة قاموا بتعليمهم صناعة بعض الأعمال التشكيلية البسيطة. وشارك حساب الكاتب الراحل جلال عامر على «تويتر» المصريين في استقبال العام الدراسي الجديد، كاتبًا أن "مصر دولة زراعية زرعت التيار الديني داخل الجامعة، ثم زرعت الحرس الجامعي ليراقبه على طريقة الشيء لزوم الشيخ، والأمن فضلوه عن العلم".