«انتفاضة الشباب المصري ضد المينيمم تشارج«، بدأت كفكرة ساخرة، وبازدياد عدد المؤيدين والمعارضين، تحولت إلى حملة حقيقية، تسعى لتحرير مصر من مطاعم وكافيتريات تفرض "حدا أدنى" للطلبات. «المينيمم تشارج» هو مبلغ محدد يفرضه صاحب المطعم أو الكافيتريا على الزبائن مقابل الجلوس في ضيافته، والسعر يختلف حسب المنطقة. يبدأ المينيمم تشارج في وسط البلد ب10جنيهات، ويصل في المهندسين والزمالك إلى 200 جنيه. "الفكرة بدأت بهزار بينا على تويتر، ولما لقينا تعليقات ناس كتيرة طبقية وعنصرية، ولقينا ناس أكتر متضررين، قررنا نكون جد ونكمل الحملة على أرض الواقع مش بس على الإنترنت، بس منتظرين نتعرف أكتر"، بهذه الكلمات بدأ محمد السرتي يحكي عن "انتفاضة المينيمم تشارج". السرتي بدأ الفكرة مع خمسة من أصحابه، وقرروا بعد نجاح الهاشتاج نشر قائمة سوداء للمطاعم والكافيتريات التي تتعامل بهذا النظام، وقائمة أخرى بالأماكن التي تقدم نفس الخدمة بدون "مينيمم تشارج". محمد "وحددنا يوم 10 أكتوبر عشان يكون خميس الغضب، وأطلقنا فعالية على الفيس بوك، وهنّظم وقفات قدام الأماكن اللي بتتعامل بالمينيمم تشارج، وهنرفع لافتات تعرف الناس اللي بيدخلوا الأماكن دي بالبديل". سخرية سياسية وتعليقات مستخدمي "تويتر وفيس بوك" على انتفاضة "المينيمم تشارج"، حملت منحى سياسيا ساخرا، فهتف بعض المستخدمين "يسقط كل من خان، بينوس وستارباكس كمان"، و"ياللي ساكت ساكت ليه، انت اللي طلبت اللاتيه"، و"المرة دي بجد، مش هنسيبها لحد"، و"قتلانا في الجنة، وقتلاهم في الكافيه"، و"ومين فينا إخواني أو عسكري أو ثوري أو فلول أو حتى كنبة ما دفعش تمن السياسة الفاسدة دي"، ومن أكتر التعليقات سخرية "المينيمم تشارج لا يقل أهمية عن إقرار الحد الأدني والأقصى للأجور، من حق الفقير يتدلع". الطبقية في القهوة مابين أغلب الآراء المؤيدة لانتفاضة رفض المينيمم تشارج، خرجت بعد التعليقات رافضة للحملة، ومؤيدة لتطبيق المينيمم تشارج؛ لأنه بحسب تعليقاتهم له مزايا، فكتب أحد المستخدمين "الطبقية حلوة برضه"، وجاء تعليق من إحدى المشاركات "ماهو لو مفيش minimum charge الأماكن كلها هتلم وتبقى بيئة، وكل من هب ودب هيدخل يبرشط ويفضل قاعد على ترابيزة واحدة طول اليوم بثمن كان بيبسي". علقت مشاركة أخرى باعتراف: آه أنا رأسمالية، ما ينفعش الكافيهات، والPubs، والclubs، ما يكونش فيها مينيمم، انتوا بتهرجوا". ورد عليها أحد المعلقين فورا: عايزين مينيمم علشان يحميهم من المتحرشين والصيع.. على أساس إن مفيش أغنياء متحرشين وصيع". موقف محرج يتفق المنضمون لحملة رفض "المينيمم تشارج" على أن الفكرة تتسبب في الكثير من المواقف المحرجة، حيث علق أحد المشاركين بأنه "لا متعة في مشروب يتم طلبه من باب الاستخسار.. لماذا تجرحوننا"، وعلق مشارك آخر "تلك اللحظة لما الجرسون يقولك الحساب 120 جنيها وانت ما شربتش كانزين بيبسي"، وفي تعليق آخر قال "قول إن كوباية الشاي عندك بعشرين جنيه، ساعتها أقرر أنا أقعد عندك وأشربها بالمبلغ ده أو أقعد على قهوة بلدي وأشربها باتنين جنيه، لكن ماتقوليش إنها بعشرين وإن المينيمم 50 جنيها فتجبرني اشرب 3 كوبايات". بعيدا عن تويتر وخارج صفحات التواصل الاجتماعي، قالت نهلة النمر "المينيمم تشارج بلطجة، خاصة لما يحطوا نسبة ضريبة". "يا أكل فينك فينك المينيمم تشارج بينا وبينك"، بهذا الهتاف علقت نشوى رضا على المينيمم تشارج وقالت "رحت مع صحابي كافيه معروف في المهندسين، وبعدين طلبنا أكل، ولمّا الأكل جاء الجرسون قالنا إن فيه مينيمم تشارج، بس اتخانقنا لأنه ما قالش دا في الأول، وما دفعناش المينيمم في الآخر". سلسيبل بسيسو ذهبت مع صديقتها إلى أحد المقاهي الشهيرة بالمهندسين، "طلبنا حاجة واحدة، فالجرسون قال لازم نطلب طلبين لأننا شخصين، قلت له أنا صايمة، قال لي لازم برضه اطلب، ولما طلبنا حاجة مش غالية، قال لنا لازم نطلب حلويات، وإن ده النظام، وفي الآخر مشينا، يعني الفكرة لو مفيش مينيمم تشارج، هيدفعونا بطريقة تانية". على قد فلوسهم القاعدة القانونية للحد الأدنى للطلبات هي أن المطعم من حقه تحديد "مينيمم تشارج" في حالة حصوله على رخصة سياحية، كما يقول مدير أحد المطاعم، "واللي مضايق، يقعد على قد فلوسه، ومش لازم يختار أماكن غالية، ولو اتلغى المينيمم تشارج، أًصحاب المطاعم والكافيهات هيزودوا الأسعار".