قررت د. درية شرف الدين فتح ملف الاذاعات الموجهة لإحياء الدور الذى انشئت من أجله هذه الاذاعات، وأعادتها لدورها فى توصيل رأى مصر فى القضايا العالمية، والمساهمة فى لعب دور محورى للحفاظ على الامن القومى، خاصة وانها تضم نحو 35 محطة موجهة تتحدث 23 لغة مختلفة، وتبث لنحو 60 ساعة يوميا دون اى عائد ملموس. وطالبت وزيرة الاعلام بعمل دراسة سريعة تتضمن ردودا على اسئلة عديدة منها هل تصل هذه الاذاعات إلى الدول التى تبث بها؟، وما هى نسبة استماعها؟، ومدى تأثيرها؟، وكيفية النهوض بها؟، خاصة فى ظل ما تتعرض له مصر حاليا من تشويه لحقيقة ما يجرى على ارضها فى وسائل اعلام خارجية، وهو ما يجدد استخدام هذه الإذاعات لمواجهة تلك الحملات الموجهة ضد مصر. من جانبه اكد عبدالرحمن رشاد رئيس الاذاعة انه فور اجتماعه بوزيرة الاعلام بدأ بالفعل فى وضع خطة للنهوض بهذه الاذاعات التى شدد على اهميتها. وقال: نحن بحاجة إلى ثورة تكنولوجيا كبيرة خاصة ان الاذاعات الموجهة يتم بثها عبر موجة قصيرة ومتوسطة، وهى وسيلة قديمة لا تتناسب مع لغة العصر وظهور الستالايت ونحن بحاجة إلى الاستفادة من تجربة اذاعة البى بى سى التى طورت من نفسها وبدأت تُبث عبر القمر الصناعى اولا، ثم تبث ارضيا لتنجح فى الوصول إلى المستمعين، وتحقق رسالتها الاعلامية بخلاف الجمود الذى اصاب اذاعتنا الموجهة. وأضاف: سنبدأ اولا بمخاطبة سفاراتنا فى جميع انحاء العالم ومكاتبنا الاعلامية لأنهم الاجدر بالإجابة على اسئلتنا هل تصل الاذاعات اليهم ام لا لنبدأ خطة التطوير، والتى سيشارك فيها مسئولون من الامن القومى. واشار لأهم بنود هذه الخطة والتى تعتمد على تقليل عدد تلك الاذاعات التى لا جدوى منها، وعمل اتفاقات جديدة مع هذه الدول لتركيب موجات اف ام فيها واعادة النظر فى المحتوى الاذاعى وضرورة ان تضمن الرسالة الاعلامية لهذه الاذاعات مضمون ما يحصل فى مصر وخارطة المستقبل والتطورات الحديثة والمصالح المشتركة بين مصر والدول الاخرى. وبسؤاله عن كيفية مراقبة المذيعين الأجانب الذين يعملون بهذه الاذاعات فى توصيل هذه الرسائل لدولهم خاصة الدول التى لها موقف مناهض مما يحدث فى مصر مثل تركيا قال: من طبيعة الاذاعات الموجهة انه تتم الاستعانة بمذيعين من اهل البلد التى تبث بداخله هذه الاذاعة تحت اشرافنا وعليه فلا يعمل أى من المذيعين الاجانب من تلقاء نفسه مستغلا ميكروفون اذاعة مصرية رسمية، وهذا الكلام ينطبق على الاذاعة الموجهة لتركيا ففى ظل وجود مذيع تركى يخاطب اهل بلده فهو يخضع لإشراف مصرى يجيد اللغة التركية، ويراقب أداءه ولن يتهاون اذا اخطأ المذيع التركى، وقام بتشويه الرسالة الاعلامية التى نحرص على وصولها، واذا اخطأ الاثنان فسوف يكون العقاب وخيما خاصة وانه اذا خرج تصريح ما من اذاعة مصرية رسمية يأتى على هوى النظام التركى فسوف تبادر وسائل الاعلام فى تداوله وسوف نعلم به جميعا اى أن الامر ليس هينا ولن يمر مرور الكرام ابدا.