ست سنوات مرت على الرسالة التى وجهها نائب مرشد جماعة الإخوان خيرت الشاطر فى سبتمبر 2007 إلى جريدتين قوميتين ردا منه على تشكيكهما فى تقرير أعدته منظمة العفو الدولية، فصلت فيه الحالة الصحية «المتردية»، للرجل الذى أرفق فيها تقارير طبية عن سوء حالته، مطالبا الحكومة المصرية آنذاك بالعفو الصحى عنه. وتباينت خلال الأعوام الستة الحالة الصحية للشاطر، رجل الجماعة القوى، كان مقياس ترديها وتحسنها يرجع لفترات اعتقاله أو ترشحه للرئاسة فى انتخابات 2012. فى سبتمبر 2007 كتب الشاطر من داخل محبسه، بعد أن حكم عليه عسكريا بالسجن 7 سنوات فى القضية المعروفة إعلاميا ب«ميلشيات الأزهر»، رسالة أقر فيها بما يعانيه من أمراض يشكل فيها الحبس خطورة حقيقية على حياته، مرفقا تلك الرسالة بتقارير طبية أشرف عليها عدد من أطباء الجماعة، زملائه فى الحبس، الذين كانوا يولون الشاطر رعاية صحية داخل الحبس دون أطباء السجن العاديين، قائلا «إن الإخوان لا يشتكون أمراضا ليست بهم»، مفصلا الأمراض التى يصعب معها الحبس من مرض السكر ومضاعفاته فى القدم من إصابته بمرض ميكروبى شديد بوجه القدم اليمنى وأسفلها، نتج عنه تقرحات بوجه القدم وأسفلها وبين الأصابع تم علاجها بالمضادات الحيوية والغيار الطبى لكن التقرحات لم تلتئم، نتيجة تأرجح مستوى السكر فى الدم كعرض أساسى لحالة «التوتر» التى يعانى منها. سرد وقتها الشاطر معاناته من ارتفاع فى ضغط الدم يعالج بالأدوية اليومية ويخرج عن السيطرة خاصة فى ظروف «التوتر»، بجانب التهاب شعبى مزمن مع حساسية فى الصدر وإصابته بنوبات حادة تسبب ضيقا يحتاج إلى تدخل علاجى عاجل بالبخاخات والأدوية. امتدت معاناة الشاطر فى 2007 إلى تكوين حصوات بالكلى، تنزل أحيانا فى مجرى البول يصاب على أثرها بمغص كلوى حاد يتطلب نقله إلى مستشفى السجن. لم تسلم عضلة قلب رجل الجماعة القوى من تضخم أظهرته موجات فوق صوتية على القلب، كذلك انخفاض نسبة الهرمون المفروز من الغدة الدرقية مما يستلزم علاجا مدى الحياة، علاوة على ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية فى الدم. تلك الرسالة التى استندت إليها الزهراء ابنة الشاطر فى مطلبها للمجلس العسكرى 2011، بصفته الحاكم الفعلى للبلاد، بضرورة العفو الصحى عن والدها تخفيفا عليه مما يعانيه من أمراض داخل السجن، الأمر الذى استجاب له المجلس العسكرى وأصدر قرارا بالعفو الصحى عن الشاطر دون عرضه على الطب الشرعى وهو الجهة الوحيدة المخول لها الكشف على السجناء والتوصية بالعفو عنهم. شهور قليلة مرت على خروج الشاطر «المريض» من محبسه، حتى فوجئ الجميع بخبر اختيار الجماعة له مرشحا رئاسيا فى انتخابات 2012، وبدا الرجل موفور الصحة، وظهرت عليه أمارات العافية فى جولاته، ولقاءاته مع القوى السياسية كخطوات مبدئية تؤهله للترشح للرئاسة، على أثرها قدم المحامى طارق محمود، بلاغا إلى النائب العام يتهم فيه الشاطر بتزوير أوراق وتقارير طبية عن حالته الصحية وحصوله على عفو رئاسى بناء على تلك التقارير وهو ما يخالف الحقيقة، خرجت بعدها الجماعة تتحدث عن تمتع الرجل بموفور الصحة مسهبين فى قوته التى تؤهله لتولى منصب رئيس الجمهورية فى حالة ترشحه للرئاسة وفوزه بالكرسى، نافين أى حديث عن تدهور صحة الرجل «القوى». وتناست الجماعة وقتها أنه بضغطة زر على محرك البحث «جوجل»، تظهر قائمة بمواقع إخبارية، منها موقع الجماعة الرسمى برسالة الشاطر التى كتبها بنفسه قبل 5 أعوام وقتها، عن تدهور صحته وطلبه الملح للعفو الصحى عنه. ومجددا خرجت عائلة الشاطر أمس لتتحدث عن إصابة الرجل «القوى» بوعكة صحية داخل محبسه بسجن طرة، حيث يقضى فترة الحبس الاحتياطى على ذمة عدة قضايا خاصة بالتحريض على القتل والعنف أثناء أحداث الاتحادية فى نوفمبر 2012، وأحداث المقطم، قبل شهور قليلة من انتهاء حكم الجماعة.