تساءل ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، عن الإصرار لدى بعض أعضاء لجنة الخمسين على حذف المادة «219» للعودة إلى دائرة مفرغة من التفسيرات المختلف عليها لكلمة "مبادئ"، مؤكدًا "أن تلك المادة تعبر عن إرادة أمة وهوية شعب بعبارة واضحةً بلا لبس"، وتبعد عن أسباب الانقسام الطائفي الذي يريده الأعداء، ووافقت عليه كل الفئات ووقعت عليه، "خاصة أن الطوائف غير المسلمة قد أخذت حقها كاملاً في المادة الثالثة التي لم نعترض عليها، رغم أنها كانت منصوصًا عليها في القانون"، على حد قوله. وواصل، "فإن أبيتم، فاحذفوا كلمة "مبادئ" وأريحونا وأريحوا شعبنا، أو اسألوه في الاستفتاء: هل تريد بقاء هذه المادة «219» أم حذفها؟، ونقول: لا نرى لنا بديلاً عن هذه المادة «219» مع مرجعية الأزهر كمؤسسة في هذا الشأن. ووجه "برهامي" حديثه عبر مقال مطول اليوم، نشره موقع "صوت السلف" بعنوان "لماذا نصر على المادة 219؟"، حديثه للقوى التي تؤكد "وسطية الأزهر" بقوله: "نحن الذين نطالب بجعل مؤسسته هي التي يرجع إليها في الشأن الإسلامي- فما الذي تتخوفون منه؟ لم نقل سنتكلم في الشأن الإسلامي بلساننا كسلفيين، أو بلسان الإخوان، أو بلسان الجماعة الإسلامية- أو غير هؤلاء، بل نقول ارجعوا للأزهر، وعليهم الأمانة والمسؤولية في قول الحق لا يخافون لومة لائم. ولفت "برهامي"، إلى أن نصوص الدساتير لابد أن تكون معبرة وجامعة عن عقيدة الأمة وهويتها، لا عن مصلحة فئة، خاصة أن دستور 1923 نص على دين الدولة الرسمي هو الإسلام، كونه شاملا لكل حياة البشر. وأكد أن القضية قطعية الثبوت والدلالة، بحسب تفسير المحكمة الدستورية العليا عام 1996 لعبارة "مبادئ الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، ثم ظهرت الحاجة لمادة «219» لتكون مفسرة لكلمة مبادئ المختلف عليها من قبل القوى السياسية، والتي نصت على مذاهب أهل السنة والجماعة، لتكون سياجا واقيا من خطر الفكر الشيعي الغالي الذي يريد غزو مجتمعنا، وكذلك فكر الخوارج المتطرف الذي يخالف الكتاب والسنة والإجماع، فضلاً عن مخالفة طبيعة شعبنا وعقيدته السنية.