فشلت المستشارة الألمانية، زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى، انجيلا ميركل فى تحقيق انتصار على خصمها بالانتخابات التشريعية المقررة يوم 22 سبتمبر الجارى، زعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى، بير شتاينبروك، فى المناظرة التليفزيونية الوحيدة قبل موعد الاقتراع، أمس الأول، رغم تقدمها بفارق 15 نقطة فى استطلاعات الرأى التى سبقت المناظرة. إذ أظهرت عدة استطلاعات رأى أجرتها معاهد بحثية ألمانية، أن المناظرة تميزت بالهدوء والرصانة ولم يحرز أى من المرشحين تقدما واضحا على منافسه، وفق ما ذكره موقع إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيلا). إلا أن استطلاعا آخر اجرته إحدى المؤسسات الإذاعية الألمانية (إيه آر دى) ونقلته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أفاد بأن 49% ممن شملهم الاستطلاع يرون أن شتاينبروك أكثر اقناعا من ميركل، فيما رأى 44% العكس. وبين الناخبين المترددين، حظى المرشح الاشتراكى بتأييد 54%، بحسب الاستطلاع. وفى استطلاع آخر للقناة الثانية الألمانية العامة، أكد 40% من المستطلعين أن المستشارة الألمانية حققت نصرا على منافسها، فيما ذهب 33% إلى أن شتاينبروك انتصر على ميركل. ورغم تلك النتائج المتعارضة، أكد عدد من المحللين ل«وول ستريت جورنال» أن أداء المرشح الاشتراكى الديمقراطى فاق التوقعات بكثير، وأن تلك النتيجة قد تعطيه دفعة يحتاجها بشدة قبل أقل من عشرين يوما من موعد الاقتراع. وخلال المناظرة التى استمرت 90 دقيقة، انتقد شتيانبروك بشدة استراتيجية ميركل فى التعاطى مع «أزمة اليورو»، متهما إياها بفرض «جرعة قاتلة» من سياسات التقشف، ومقترحا خطة لإعادة البناء وتحفيز النمو الاقتصادى. ودافعت ميركل عن نفسها، قائلة إن ألمانيا هربت من معدلات البطالة المرتفعة وكانت بمثابة محرك النمو وعامل الاستقرار فى أوروبا»، ومعتبرة أن «وضع ألمانيا اليوم أفضل مما كان عليه قبل أربع سنوات». ودخلت ميركل فى صدام مع منافسها بشأن المساعدات المالية، إذ قالت إنها سعت لمواصلة الضغط على اليونان من أجل إجراء إصلاحات. ورد شتاينبروك بحدة قائلا: «لا يمكنك أن تلوحى بالعصا لليونانيين، يتعين عليك أن تظهرى لهم بعض الود». أما الأزمة السورية، فلم تحظ باهتمام كبير فى المناظرة، فحزب ميركل وحزب منافسها شتاينبروك (الاشتراكى الديمقراطى) ضد مشاركة ألمانيا فى أى عمل عسكرى ضد سوريا، وأكد كلاهما على هذا الموقف خلال المناظرة.