الآن أصبحت حبيبة رقما فى سلسلة الضحايا التى لا تنتهى من كل الأطياف. 552 قتيلا، وفقا للبيان الرسمى لوزارة الصحة. ألف شهيد، وربما ألفان، وفقا للأطباء والحقوقيين. 4 آلاف مصاب، وما زالت سلسة الأرقام مستمرة.، لا تتوقف. يوم الأربعاء 14 أغسطس، أطلت حبيبة للمرة الأخيرة على الدنيا. أصيبت الابتسامة بطلقة رصاص، استقرت فى الرأس. صعدت الروح، وبقيت الذكرى. حبيبة أحمد عبدالعزيز، من ضحايا فض اعتصام رابعة، بنت المستشار أحمد عبدالعزيز، المستشار الإعلامى للرئيس السابق محمد مرسى. عشرينية، كانت مراسلة لصحيفة جلف نيوز الإماراتية، لم تكن فى الميدان بصفتها الصحفية، كانت إحدى المعتصمات، وواحدة من فريق العمل فى المركز الإعلامى برابعة. الشابة كانت أسعد حظا من غيرها، عثرت عليها الأسرة ودفنتها. أصبحت صورتها عنوانا لكثير من صفحات الفيس بوك، أما صفحتها الشخصية فتحولت إلى دفتر عزاء ضخم. على صفحتها، دافعت حبيبة فى 16 يناير 2012 عن رفاق فى ميدان التحرير. كتبت عن «المصرى الذى يحب تصديق الأكاذيب»، حين بدأ تخوين شباب التحرير، «وكأن من اللى فى ميدان التحرير بيطالبوا بفلوس ولا سفرية، مش بيطالبوا بحق البلد ولا كرامة المصرى، ولا بحد ادنى وحد اقصى لمعيشة المصرى ولا بالحرية». بعد مقتل حبيبة بساعات، ألقى وزير الداخلية بيانا قال فيه إن الأمن تعامل بأعلى قدر من المهنية والاحترافية فى فض الاعتصام، «ولكن فى ميدان رابعة العدوية تحصن عدد من المعتصمين من العناصر الإرهابية ببعض المبانى المرتفعة وأطلقوا النيران بكثافة عالية من أسلحة ثقيلة وآلية وخرطوش على القوات، التى كانت حريصة على عدم إزهاق أرواح المعتصمين»، وفقا لنص البيان. بعد ساعات الفض كانت الحصيلة مئات القتلى من المعتصمين، و«عدد 9 سلاح آلى، طبنجة، عدد 5 فرد محلى، كميات كبيرة من الطلقات، كميات من الصدارى الواقية والأسلحة البيضاء وأدوات الشغب»، وهى كل الأسلحة التى ذكرها البيان الرسمى عن الاعتصام. التقرير ذكر أن «الشرطة قتلت بصورة غير مشروعة متظاهرين لم يشاركوا فى أى أعمال عنف»، ولكن التقرير الذى أكد أن غالبية المتظاهرين لم يكونوا مسلحين، ذكر أن «بعضهم كان يحمل البنادق فى وجه قوات الأمن».