انعكست تداعيات الأزمة السورية المتصاعدة على أثر الاتهامات الدولية للنظام الحاكم بدمشق باستخدام أسلحة كيماوية فى الحد من الاهتمام بالشأن المصرى سواء بين المسئولين الامريكيين أو حتى الاعلام الأمريكى. ففى المؤتمر الصحفى للبيت الأبيض أمس الأول لم يتم توجيه أسئلة بخصوص مصر وتم التركيز بصورة شبه كاملة على ملف الأزمة السورية، واحتمال لجوء واشنطن لخيار عسكرى. وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى أن الدليل على استعمال النظام السورى لأسلحة كيمياوية أمر لم يعد بالإمكان إنكاره، وأن المؤشرات على ذلك تأتى من جهات ومصادر غير الإدارة الأمريكية، من بينها منظمات دولية وشهود عيان على الأرض. واعتبر أن هذا الخرق يجب التعامل معه بحزم، مضيفا أن الرئيس أوباما يتشاور حاليا مع مستشارى الأمن القومى، وأن لجنة الاستخبارات تقوم حاليا بمزيد من التقييم لما حدث. وقال إن أوباما لديه خيارات للرد سوف يتم الإعلان عنها لاحقا. من ناحيته قال وزير الخارجية جون كارى إن السلاح الكيمياوى استعمل بالفعل فى سوريا، متهما نظام الأسد بالسعى لطمس الأدلة. ووصف كارى فى مؤتمر صحفى خلا من ذكر الأزمة المصرية، ما حدث فى سوريا بأنه «جريمة جبانة»، وقال إنها يجب أن تهز ضمير العالم كله. واعتبر أن القتل العشوائى للمدنيين «أمر مشين وغير أخلاقى». أما المؤتمر الصحفى اليومى لوزارة الخارجية فقد جاء ذكر الازمة المصرية على سبيل الروتين سواء فى الأسئلة التى تركزت على العلاقات الثنائية بين الدولتين خاصة بعد اللقاء الصحفى للرئيس الأمريكى باراك اوباما لمحطة سى إن إن والذى ذكر فيه أن العلاقات لن تعود لسابق عهدها، وأن هناك مراجعة شاملة للعلاقات. كما تم توجيه سؤال حول رغبة واشنطن فى مصالحة سياسية مع مصر تشمل الاسلاميين وان تكون العملية السياسية شاملة لكل القوى السياسية المصرية. وكانت الاجابات روتينية فى جوهرها، وذكرت الموقف الامريكى الرسمى والمتمثل فى ضرورة عدم استخدام العنف كوسيلة لحل الخلافات السياسية، وضرورة البحث عن حل سياسى شامل لكل القوى السياسية المصرية. فى حين كانت أغلب اسئلة المؤتمر الصحفى عن الملف السورى والتداعيات الإقليمية واحتمالات التدخل الامريكى العسكرى. نفس الانعكاس ظهر فى تغطية الاعلام الأمريكى المقروء والمسموع. امتلأت الصحف بمقالات داعمة لفكرة التدخل العسكرى عن طريق هجمات صاروخية أو بالطائرات على أهداف سورية انتقاما من استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية ضد مواطنين مدنيين. كذلك كان الحال فى البرامج الحوارية التليفزيونية الشهيرة التى ركزت فى مناقشات السياسة الخارجية فقط على الشأن السورى.