بعد رحلة عمل استمرت 33 عاماً، أعلن ستيف بالمر الرئيس التنفيذى لشركة مايكروسوفت أنه سيتقاعد فى غضون الاثنا عشر شهرا المقبلة، فى الوقت الذى تمر فيه مايكروسوفت بفترة جيدة بعد اطلاق نظام التشغيل ويندوز 8، واتجاهها لتكون شركة أجهزة وبرمجيات، بعد التركيز على البرمجيات لأكثر من ثلاثة عقود، ورغبتها فى دخول سوق التليفونات الذكية والأجهزة اللوحية. بالمر الأمريكى اليهودى البالغ من العمر 57 عاما خلف بيل جيتس كرئيس تنفيذى للشركة عام 2000، ويعزو بعض المراقبين رحيله الآن على خلفية المبيعات المخيبة للآمال لويندوز 8، وويندوز آر تى، والجهاز اللوحى سرفيس، وكذلك لاحتياج الشركة إلى تغيير وجهتها لتساير التغيرات الكبيرة فى اذواق واحتياجات المستخدمين. ومن المفترض أن يختار مؤسس مايكروسوفت بيل جيتس ولجنه معاونة له خليفة بالمر، ويقول جيتس «سأعمل مع مجلس الإدارة لاختيار رئيسا تنفيذيا جديدا وعظيما» وأضاف «نحن محظوظون لبقاء ستيف فى منصبه حتى يستأنف خليفته العمل». الرئيس التنفيذى الجديد ليس من المعروف إن كان من داخل مايكروسوفت أو من خارجها، يتردد اسم «جولى لارسن جرين» مديرة قطاع الأجهزة فى مايكروسوفت كخليفة محتمل لبالمر، بيد أن توقعات أخرى تشير إلى أن الرئيس التنفيذى الجديد سيكون من خارج مايكروسوفت لتجديد الدماء. ستيف بالمر وبيل جيتس تقابلا لأول مرة عام 1973 عندما تشاركا سكنا للطلبة بجامعة هارفارد، وانضم بالمر للشركة عام 1980، وكان الموظف رقم 30 فى الشركة، وهذا بعد أن وقعت عقدا مع شركة آى بى إم لتزويدها بنظام تشغيل للكمبيوتر، وبدأت فى الصعود من وقتها. وأنتجت مايكروسوفت تحت إدارة بالمر منتجات ناجحة مثل ويندوز إكس بى وجهاز إكس بوكس 360 للألعاب، وارتفعت قيمة الشركة لتصل إلى 78 مليار دولار ووصل عدد العاملين بها إلى 100 ألف موظف، كما أن لديها أكثر من مليار مستخدم، ولا تزال الشركة تحقق أرباحا ضخمة. وتسعى مايكروسوفت لاجراء التغييرات والتحولات اللازمة لإيجاد مصادر ربح جديدة، وسيكون على مايكروسوفت إيجاد طرق بديلة لتبقى فى الصدارة أو على الأقل فى المنافسة، وهو ما يفسر ما أعلنه بالمر عن استراتيجية جديدة لشركة برمجيات وأجهزة معا، ولكن لا نعلم إن كان الرئيس المقبل سيلتزم بتلك الاستراتيجية أم لا. وتقدر ثروة بالمر الشخصية ب 15,2 مليار دولار، والتى تتضمن 4 بالمائة من أسهم الشركة يملكها بالمر.