فى ظل أحداث العنف والإرهاب الأسود التى تعيشها البلاد، دفعت الكنائس والمؤسسات القبطية ثمنا باهظا فى مواجهة التطرف، واحترقت عشرات المبانى القبطية فى محافظات مختلفة، بينما كان للمسلمين جهد واضح فى حماية دور العبادة المسيحية من محاولات العدوان والاقتحام والحرق، وهو ما يعكس حالة التوحد بين أبناء الأمة فى هذه المرحلة. ففى الفيوم، تصدى أهالى مدينة طامية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى أثناء محاولتهم اقتحام كنيسة مار جرجس وقذفها بالمولوتوف والطوب والحجارة وسط هتافات تكبير «لا اله الا الله» و«لا دين غير دين الله». وقال أحمد حمدى أبوالنيل، شاهد عيان، إن المئات من أنصار المعزول قد احتشدوا عقب أداء صلاة العشاء مساء أمس الأول أمام مسجد النور المحمدى للخروج فى مسيرة واقتحام مبنى كنيسة مار جرجس وقذفها بالمولوتوف والحجارة. وقام المئات من شباب المدينة وبعض من رءوس العائلات بالتصدى لهم ومنعهم من اقتحام الكنيسة ومطاردتهم أو استكمال المسيرة وتكوين لجان شعبية حول مبنى الكنيسة وبعض المنشآت الحكومية لحمايتها لمنع وقوع أعمال عنف وتخريب. وفى المنيا، تمكنت قوى الأمن من ضبط 4 بلطجية قاموا متهمين بسرقة كنيسة الأنبا موسى، وكذلك جمعية الشبان المسيحيين فى الأحداث الدامية التى شهدتها المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية، والتى أسفرت عن حرق 11 كنيسة، وعشرات المحلات والجمعيات التابعة للأقباط. كان اللواء عبدالعزيز أبوقورة، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطارا من مأمور قسم شرطة المنيا يفيد بضبط كل من أحمد عوض خلف 25 سنة، عاطل، ومسجل خطر، ومحمد عامر زكى 30 سنة، ومسجل خطر تحت رقم 990 سرقات عامة، ومحمود مجدى قرنى 25 سنة عاطل له كارت معلومات جنائى، ومحمد شعبان حافظ، 23 سنة عاطل، حال تواجدهم بمركز الأخير. وبمعرفة الرائد عمرو حسن، رئيس مباحث قسم المنيا، تمت مداهمة منزل المطلوبين، وعثر بحوزتهم على عدد من الأجهزة الكهربائية غالية الثمن التى تمت سرقتها من كنيسة الأنبا موسى الكائنة بشارع التنظيم والإدارة بمدينة المنيا، ومن جمعية الشبان المسيحيين وهى عبارة عن « شاشة LCD كبيرة 42 بوصة، وجهاز لاب توب، وشاشة كمبيوتر وكيسة، وجهاز مساحة مزدوج وجهاز بلاى ستيشن وإسطوانة بوتاجاز جهاز مساحة مزدوج ومقعد حمام و3 جهاز تكييف و4 سماعات كمبيوتر كبيرة الحجم وحدة داخلية وكباس وبعض الكابلات الكهربائية. وقد أكدت تحريات المباحث على قيام المضبوطين بعمليات التخريب الأخيرة وحرق دور العبادة ونهب ما بداخلها، وباستدعاء مسئولى الكنيسة تعرفوا على المضبوطات. ونجح أهالى قرية كوم الزهير، التابعة لمركز أبوقرقاص من إحباط محاولة اقتحام أنصار الرئيس المعزول لكنيسة القرية بعد الاعتداء عليها، إثر وقوع اشتباكات بين الأهالى وأنصار المعزول، وتم إطلاق أعيرة نيران كثيفة بين الطرفين أسفرت عن فشل محاولة الاقتحام دون حدوث أية إصابات أو خسائر ولاذ المعتدون بالفرار دون التمكن من القبض عليهم. أما كاتدرائية مار جرجس بسوهاج، فتعرضت للاعتداء يوم فض اعتصام رابعة فى 16 أغسطس الجارى، تأسست عام 1952، وتعتبر أكبر مركز دينى مسيحى بالمحافظة. حول الكنيسة فرضت الشرطة طوقا أمنيا بعدد كبير من المدرعات وعربات الجيش وتجمعات لضباط الجيش والشرطة، وأمام باب الكنيسة مباشرة يقف أحد أفراد الأمن وأحد شباب خدمة الكنيسة. على اليمين قاعة العزاء، احترقت تماما وأصبح السواد يكسوا جدرانها وبجوارها مبنى الكنيسة الذى يوجد به الهيكل وصحن الكنيسة وهو مكان الصلاة وأيضا قد احترق الهيكل وسلبت بعض محتوياته. ويقول الدكتور إيليا المتحدث الإعلامى للكنيسة إن ماحدث هو تفتيت لمصر لعمل فتنة طائفية وترويع للشعب والمؤسسات من تنظيم إرهابى، وعن ما حدث صبيحة يوم 16 أغسطس يكمل دكتور إيليا حديثه قائلا: عقب انتهاء الصلاة الساعة 8 فوجئنا بمجموعات معظمهم ملتح، يقتحمون الكنيسة وبدأوا بدفع الباب ثم دخلو بطريقة منظمة وأحرقوا محتويات الكنيسة واقتحموا مكتب الأنبا باخوم واستولوا على 2 جهاز لاب توب ومبلغ مالى وتوجهوا لمبنى الخدمات وقاعة العزاء وهى قاعة خشبية اللون وتم إحراقها بالكامل، ومبنى الأرشيف ومبنى المغتربات والدخول لهيكل الكنائس، كما أحرقوا 10 سيارات ملاكى داخل مبنى الكنيسة وأتوبيس وميكروباص. وتمكنت الأجهزة الأمنية ببورسعيد من إلقاء القبض على مطلقى النار على أقسام شرطة أحياء العرب والضواحى وإدارة مركبات الشرطة وكنيسة مار جرجس بحى الشرق ومار مينا بالمناخ. وفى السويس، تواصلت الجهود الأمنية، للقبض على القيادى السلفى علاء سعيد المتهم بتحريض البلطجية والمسجلين خطر للاعتداء ودفع أموال من أجل الاعتداء على قوات الجيش والشرطة وحرق الكنائس بالسويس خلال الأحداث الأخيرة بالمحافظة.